فجرت زوجة زعيم الخلية الإرهابية التي جرى تفكيكها في مدينة طنجة تصريحات صادمة بخصوص رغبة زوجها في الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي “داعش”، وإقامة دولة إسلامية أو “نظام الخلافة” بالمغرب.
حُلم الخلافة الداعشية
وكشفت زوجة “أمير” خلية طنجة الشهير بـ”أبو حمزة الشمالي”، في تصريحات حصرية لهسبريس، كيف تحول زوجها الشاب في الفترة الأخيرة إلى مدمن على مشاهدة فيديوهات تنظيم “داعش” وعمليات الذبح والأناشيد الجهادية التكفيرية ولحظات القيام بعمليات انتحارية، ثم متابعة التفجيرات الإرهابية في مختلف المناطق التي تهز العالم.
وقالت في مقابلة مع هسبريس: “كان يجلس وحيداً ويشاهد فيديوهات وأغاني داعش الجهادية على الإنترنت، وعندما أسأله عن السبب في مشاهدة ذلك يخبرني بأنه يحب مشاهدة فيديوهات داعش ويقول لي: مكرهتشي حتى أنا نْكونْ معهم”.
وفي تصريحات تُظهر مدى استعداد زعيم خلية طنجة للانخراط في مشاريع إرهابية تستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة، أوردت زوجته بأنه كان يُخبرها بحقده على النظام الملكي في المغرب، ويُعبر لها عن حلمه “الداعشي” بإحداث الفوضى بالمملكة حتى يتمكن من الجهاد في سبيل الله وإقامة الدولة الإسلامية في البلاد، بحسبه.
ويبدو أن المشتبه فيه الرئيسي كان على تواصل دائم مع الجماعات الإرهابية عبر الإنترنت؛ إذ كشفت زوجته أنه في الفترة الأخيرة كان يعمدُ إلى إخفاء جميع الرسائل والتسجيلات الصوتية التي تصله عبر تطبيق واتساب على هاتفه الشخصي، كما كان يحرصُ على عدم إسماع صوته لحظة رده على الرسائل التي تصله.
وأكدت المتحدثة أن زوجها كان دائماً يحملُ سيفاً معه ويخبئه داخل البيت، وعندما تسأله عن سبب حمله لهذا السلاح الأبيض، “كان كيخرجْ ويدخلْ في الهضرة في كل مرة”، تارة يخبرها بأنه يحمله من باب الاحتياط، وتارة أخرى يكذب عليها ويقول إنه يعود إلى صديق له طلب منه الاحتفاظ به.
ونفت الشابة ذاتها، وهي في زهرة العمر، أن يكون تطرف زوجها ناتجا عن تواصله أو تأثره بأخويها اللذين التحقا سابقا بـ”داعش”، وقالت في هذا الصدد: “خوتي اللي مشاو لسوريا معمرو مهضر معهم أو تواصل معهم، وأنا أختهم ودابا عام ما تواصلت معهم”، وزادت: “عمرو فحياتو ما تواصل معهم وأنا أصلا لم يسبق لي أن تكلمت معهما في منزل عائلته”.
الفرار من جحيم “داعش”
بعد حوالي ثلاث سنوات من حياة الجحيم، اضطرت زوجة زعيم خلية طنجة إلى الفرار بجلدها رفقة ابنتها بعدما ضاقت ذرعاً بأفكار الغلو والتطرف التي كان يحاول أن يشحنها بها، وتحكي بمرارة: “عييت صابرة على الجوع وكنقول دابا يتبدل لكن والو وضطريت نمشي بحالي عند عائلتي هذي وحد 15 يوما”، وتضيف: “كان باغي نرجع بحالو ونتفرج معه فدكشي لي كان كيشوف، لكن مكنتش كنديها فدكشي كنخليه يتفرج وندير شغلي”.
وتخلصت الشابة من النقاب الذي فرضه عليها زوجها بالقوة وباتت تتطلع إلى حياة طبيعية ولقمة عيش لها ولابنتها الصغيرة بعد أن أضاعت حوالي ثلاث سنوات من عمرها في كنف التطرف، وقالت: “مشيت بحالي لدارنا وقررت أنني نخدم عل بنتي ونزول نقاب ونشوف حياتي ونرفع دعوى الطلاق”.
وباتت الشابة في الفترة الأخيرة خائفة على نفسها من تغير سلوك زوجها وغموض أفكاره، وتحكي قائلة: “رجع بحال لي ناوي يدير شي حاجة.. مبقاش كيعطي قيمة لدارو وبنتو وعائلتو ورجع مؤمن بفكرة واحدة وهي الجهاد”.
“ضيعت فترة من حياتي، حسيت مؤخرا بالخطر على راسي معه خصوصا أنه رجع غير داخل خارج ومباغيش يخدم ومكيقول والو شنو فقلبو”، تورد الشابة وهي تذرف الدموع، مضيفة: “غادي نعيش حياة طبيعية بلا صداع بلا مشاكل، بغيت نكبر بنتي فبيئة مزيانة ونوصلها وغندير لي فجهدي باش نكبرها ومتحولش تعرف باها ولا حتى إذا عرفاتو منبينلهاش صورته لي ماشي مزيانة، وهو الآن منو لله وللحكومة”.
جدير بالذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية كان قد تمكن بناءً على معلومات استخباراتية وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الإثنين، من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش”، تنشط بمدينة طنجة، وتتكون من أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 23 و26 سنة.
وأفاد بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية بأن عناصر مجموعة التدخل السريع، التي باشرت عمليات التدخل والاقتحام بشكل متزامن في أربعة مواقع بحي “العوامة” بمدينة طنجة، اضطرت لإطلاق رصاصات تحذيرية بشكل احترازي مكن من درء الخطر الإرهابي وتوقيف المشتبه فيه الرئيسي وثلاثة أعضاء في هذه الخلية الإرهابية.