وزان : محمد حمضي
قبل أي خوض في تفاصيل الارتباك الذي يتسم به الدخول المدرسي الحالي بإقليم وزان ، والذي لا يختلف مناخه عن الأجواء العامة التي ميزت انطلاق الموسم الدراسي على امتداد التراب الوطني ،بسبب جائحة كورونا التي هزت ما كانت البشرية تصنفه قبل شهور يقينيات ، ( قبل هذا) وجب تثمين المجهودات الكمية الاستثنائية التي أطرت عمل المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بوزان رئيسا ومرؤوسين ، وشغيلة تعليمية ،إدارية وتربوية ،الذين تعبؤوا بشكل جماعي لتبديد جملة من الإكراهات ، البنيوي منها والطارئ ، لضمان الحق في التعليم في حده الأدنى . تثمين المجهودات الكمية الملموسة التي لا يمكن للغربال إخفاء أشعتها المتسللة من بين ثنايا واقع الأزمة التي بمياه بركتها الآسنة ، تسبح المدرسة العمومية من عقود ، بإقليم يغلب عليه الطابع القروي ، يلزم مختلف المتدخلين استنفار مخايلهم/ن لإبداع حلول قادرة على تقعيد مبدأ تكافؤ الفرص ، ولو في حده الأدنى بين تلميذات وتلاميذ مختلف الجماعات الترابية بالإقليم .
وفي هذا الإطار فقد سجل المتتبعون عن قرب بمناسبة انطلاق الموسم الدراسي الجاري، بأن نسبة عالية من الغياب مسجلة في صفوف التلاميذ( الثانوي بشقية ) ، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية . وأرجعت مصادر موثوقة سبب ذلك ،إلى الاستمرار في إغلاق أبوب الأقسام الداخلية ، ودور الطالبة والطالب ، والمطاعم ،التي ترتب عنها حرمان الكثير من التلاميذ من الخدمات التي تقدمها المرافق الاجتماعية المشار إليها . وطبيعي بأن الفاتورة الثقيلة ستؤديها الفتيات . الاحتياطات المتخذة مشروعة ، وتفرض نفسها لتجنيب التلاميذ الأسوأ ،وفي المقابل سيكون من غير المفهوم والمقبول اغراق الحد الأدنى من مبدأ تكافؤ الفرص المتوفر لحد الآن بين التلاميذ في الوحل . لذلك وجب انخراط جميع المتدخلين ، مؤسساتيين ومدنيين ، يوجدون في علاقة تماس بالمدرسة العمومية ، بوعي ومسؤولية لإيجاد حلول للوضعية المنتهكة للحق في تكافؤ الفرص ، الماثلة أمام الجميع .
أليست الأزمة هي اللحظة التي ينشط فيها الخيال والإبداع ؟ من بين الحلول التي نرى اعتمادها لربح الرهان ، مع الاستمرار في التنزيل الصارم والواعي للبروتوكول الصحي ، الانطلاق في توفير خدمة التغدية بالمطاعم ، و اعداد الأقسام الداخلية ودور الطالبة والطالب لاستقبال عدد من التلاميذ ، يستجيب استقبالهم للتباعد الجسدي ، و استثمار بنايات تابعة لقطاعات حكومية ، مع تجهيزها بالأسرة المتوفرة أصلا بالأقسام الداخلية ، ودور الطالبة والطالب، و اعطاء الأسبقية للفتيات ، والتلاميذ الذين تقطن أسرهم بأبعد نقطة عن المؤسسات التي يتابعون بها دراستهم ، واعادة النظر في التوزيع اللامتكافئ للنقل المدرسي ، الذي مع الأسف الشديد لا يخضع هذا التوزيع لمؤشرات موضوعية ( عودة لاحقة لهذا الملف ) . ولكي لا يظل مطلب تفعيل استغلال بنايات عمومية معلقا في السماء ، ندرج مقترحا واحدا من بين عشرات المقترحات ، يعزز هذا المطلب ، وهو بناية ” دار الصانعة ” بمركز مقريصات التي تتوفر على قاعة كبرى بإمكانها استيعاب عددا محترما من التلميذات المستفيدات من الدعم الاجتماعي ( الداخليات) .
تنزيل هذا المقترح يمكن أن يسري على أكثر من جماعة قروية ، تتوفر على بنايات موصدة أبوابها لهذا السبب أو ذاك. دور الشباب يمكن كذلك استغلالها في هذه الفترة الدقيقة. ليضع مختلف المتدخلين نصب أعينهم ، وهم/ن يبحثون عن حلول لحماية الحق في التعليم لجميع التلاميذ ، وضمان مبدأ تكافؤ الفرص بينهم ، باعتباره حقا من حقوق الانسان ، انتصر له دستور المملكة في أول فقرة من تصديره ، بأن الاستثمار في الانسان هو استثمار في المستقبل .