أكدت جمعية الشعلة للتربية والثقافة من خلال اجتماع مجلسها الوطني عن بعد، في دورة فقيد الجمعية وأحد أطرها المرحوم مصطفى الزوين، يوم السبت 27 يونيو 2020.. أن المغرب يحتاج اليوم لدولة راعية قوية أساسها ضمان الأمن والكرامة والعدالة الاجتماعية والمجالية، وفي طليعتها الحق في الصحة والتعليم والشغل والمساواة في المواطنة واحترام المناصفة بما يجعل الأجيال الجديدة من الطفولة واليافعين والشباب أكثر ثقة في وطنهم وتشبثهم ببلادهم.
كما يجب أن يتطلع المغرب اليوم أمام تقوية منسوب الثقة في البلاد، بسبب المجهودات المتميزة لمحاربة الجائحة وأمام الرغبة في التطلع إلى تعاقد جديد بين الدولة والمجتمع، من أجل أفق ديمقراطي واجتماعي يتجاوب مع انتظارات المواطنات والمواطنين خاصة الشباب، فإنه ينتظر كذلك مبادرة وطنية مجتمعية كبرى لدعم المزيد من الحريات الفردية والجماعية والحقوقية، يعطي انفراجا عاما ببلادنا، ويقوي تماسكها في مواجهة تحديات المستقبل.
وطالب السيد رئيس الحكومة ووزراء القطاعات المعنية بالشباب والطفولة والثقافة، تمكين الجمعيات الجادة من وسائل العمل المادية والأدبية للمساهمة في التنشيط الثقافي والتربوي عن بعد، وحضوريا على قاعدة تعاقد استثنائي تعمم نتائجه على الرأي العام، كما حصل مع مختلف القطاعات في هذه الجائحة. مُؤكدا انشغاله بالآثار النفسية للجائحة على الطفولة والشباب وطالبها بتحمل تبعاتها العلاجية لمساعدة الأسر على مرافقة أبنائهم صحيا بضمان نموهم الطبيعي.
وأكد في ذات البيان الذي تتوفر جريدة هلابريس على نسخة منه، على مطالبة الحكومة والبرلمان التسريع بإصدار القوانين الخاصة بحماية الأطفال من الإغتصاب، وتجريمه وحماية حقوق الأطفال الضحايا من طرف الدولة، وإدانة كل أشكال العنف الذي تتعرض له المرأة والفتاة، وضرورة تقوية الترسانة القانونية لحمايتهن وتقوية ثقافة احترام المرأة عموما.
كما دعاها إلى فتح ورش مدونة جديدة للحركة الجمعوية بالبلاد، بما يضمن المزيد من حرية العمل وبما يؤهلها لمزيد من المهنية والحكامة والمردودية، ويقوي حسن تدبير ماليتها وإصدار قانون المحاسبة الجمعوية يلائم طبيعة عمل الحركة الجمعوية التطوعية، ويحدد حقوقها وواجباتها الضريبية، ويسهل معايير تصنيفها ويؤهلها لشراكة حقيقية مع القطاعات الحكومية والقطاع الخاص المواطن، لضمان مساهمة فعالة للحركة الجمعوية حسب مقتضيات الدستور في التنمية الديمقراطية ببلادنا وأساسا ضمن المشروع التنموي الجديد.
كما لم يفت جمعية الشعلة للتربية والثقافة كعادتها، التأكيد على ضرورة العناية القصوى بالمدرسة العمومية قاطرة المشروع التنموي الجديد على قاعدة مراجعة طبيعة البنيات الدراسية ومضمون الكتاب المدرسي والمناهج البيداغوجية والتكوين اللغوي… بما يجعل المدرسة العمومية أساس العدالة الاجتماعية والمجالية والتماسك الاجتماعي والمساواة إلى جانب التربية الحقوقية والمواطنة و الابداع والانفتاح…
وقد وقف المجلس الوطني الذي حمل اسم دورة فقيد الجمعية وأحد أطرها المرحوم مصطفى الزوين، عند فقدان المغرب للأستاذ عبد الرحمن اليوسفي كقامة وطنية متميزة في تاريخ المغربي الحديث، دافعت دوما عن حقوق الانسان والمواطنة وخاصة في مجال حرية التعبير والحق في تأسيس الجمعيات والعمل على تعديل قوانينها سنة 2002… ودعم منظمات المجتمع المدني كشريك أساسي في التنمية.
كما وقف مليا عند مسار الأخ الزوين مصطفى رحمة الله عليه، وتعدد وتنوع خدماته التطوعية في بناء صرح الجمعية وخاصة في مجال العمل التربوي وقضايا الطفولة. حيث تم التأكيد على أن المرحوم الزوين بصم تاريخ المخيمات التربوية للشعلة منذ أواسط الثمانينات، وشكل دوما دعما وسندا وقدوة للأجيال الشابة لتطوير كفاءاتها خدمة للطفولة المغربية. كما ظل دوما سندا للعمل المؤسساتي والحضور القوي في مختلف محطات الجمعية. بما يجعل منه قدوة للأجيال الشابة…
كما عبر المجلس الوطني عن اعتزازه بمختلف المجهودات التي بذلتها شبكة فروع الجمعية بحس وطني بناء وبعطاء تطوعي متميز ومتنوع لفائدة الطفولة والشباب، طيلة سنة من العمل منذ المجلس الوطني الاخير ببوزنيقة. ونوَّه بكل المبادرات التحسيسية والتنشيطية عن بعد، لفائدة الطفولة والشباب وما يرتبط بهما تقافيا وتربويا، ويُؤكد على ضرورة مواصلة العمل محليا لمزيد من المساهمة في تأطير أطفال ويافعي وشباب فروع الجمعية أمام انعدام بدائل مؤسساتية عملية لحد الآن. وأكد اعتزازه بكل المبادرات التي قامت بها الدولة وباقي المؤسسات المعنية، من أجل حماية المواطنات والمواطنين. وتجنيب البلاد الأخطار المتعددة لهذه الجائحة من أجل ضمان الحق في الحياة والعيش المشترك – كما جاء في بيانات الجمعية السابقة في الموضوع –
وفيما يتعلق بالقضية الوطنية، أكد المجلس الوطني ادانته لمختلف أشكال التشويش على بلادنا في وحدته الترابية، واستعداد الجمعية الدائم للانخراط وللمساهمة في التعبئة الوطنية والدولية من أجل مختلف قضايا المغرب وفي طليعتها الوحدة الترابية لبلادنا.
وارتباطا بالقضية الفلسطينية، أكدت جمعية الشعلة مرة أخرى رفضها لكل المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وحقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، على قاعدة دولتين رافضة ما يُحاك حولها اليوم في ظل الصمت الدولي الرهيب، ودعت فروعها إلى تعزيز الأنشطة الثقافية والتوعوية حول القضية الفلسطينية لدى الأجيال الجديدة.
وأوصى المجلس الوطني في ختام بيانه، بضرورة التعبئة الجماعية لمواصلة تفعيل مختلف أبواب البرنامج الوطني وملائمتها حسب تطورات الجائحة، على مستوى الفروع والجهات. كما أكد بمناسبة الذكرى 45 لتأسيس الشعلة مواصلته لبرنامجها و اعتزازه بمختلف أجيال الجمعية والافتخار بمختلف محطاتها لخدمة قضايا الطفولة والشباب ببلادنا.
هلابريس / خاص