بقلم : نورة أوطالب
سيظل يوم 16 مارس 2020 يوما فاصلا في حياة المدرسة المغربية ، وسيظل منقوشا في الذاكرة التعليمية بأنه يوم فطام أجبر فيه المتعلمات والمتعلمين على مغادره مهدهم/ن الثاني،دون مقدمة أو إعداد نفسي ، ولا حتى سابق إنذار ، والسبب الذي إذا ظهر بطل العجب ، لم يكن غير فيروس كوفيد 19 ، الذي واجهته بلادنا بحزمة من التدابير والاجراءات رجحت فيها كفة حماية الانسان المغربي ، على كفة الاقتصاد . وزارة التربية الوطنية ولمواجهة هذا الوضع الاستثنائي قررت الاستمرار في تقديم الدروس للتلاميذ ، ولكن خارج الحجرات درءا لكل المخاطر ، فاستقر رأيها على اعتماد تقديم خدمة التدريس عن بعد . لكن هذا الاختيار الاضطراري الذي فرضه الفيروس اللعين سيضع مبدأ تكافؤ الفرص أمام المحك .
ولان لكل # جديد جدة # كما يقال ، ولكل تجربه عدتها، كان الهاتف الذكي والحاسوب وشبكة الانترنت عدة المتعلم(ة) عن بعد. وعدة الأطر التربوية الملزمة بدورها كذلك بالاستمرار في مواكبة التلاميذ . فكانت الكلمة للشبكة العنكبوتية ، والهاتف الذكي ، والحاسوب ، واللوحة الإلكترونية ، لكن !!! من أبصر هذا النور؟؟ من استطاع ان يتلمس طريقه عبر هذه التقنيات الغير متوفرة عند عموم الأسر المغربية ، والمحدودة الاستعمال غالبيتها ، محدودية لا يسع المجال لذكرها.
– والنتيجة لم تكن غير نجاح قلة من التلاميذ الذين استطاعوا مسايرة الدراسه في شكلها الجديد . تعددت الاسباب والنتيجه واحدة لا يمكن ان التغافل عنها. وهكذا سجل الواقع الذي يعلو ولا يعلا عليه ، بأن الظلام الحالك ظل سيد الموقف بعد الفطام المفاجئ ، وتوغلت ظلمة الليل في صفوف المتعلمات والمتعلمين بالوسط القروي، والمنحدرين من الأسر الغارقة في وحل الهشاشه.
– ولأن ما جرى جاء خارجا عن إرادة الجميع ، وانتصارا لمبدإ الانصاف وتكافؤ الفرص الذي يعتبر من اهم ركائز الرؤيه دالاستراتيجية 2015/2030، وضمانا للمصلحة الفضلى للمتعلم (ة) التي اقرتها المواثيق الدوليه، ودستور المملكة ، والتي يجب ان تكون ذات اولوية في هذا الظرف الاستثنائي،وجب التفكير في معالجة هذه الثغرة مع مطلع الموسم الدراسي المقبل 2020/2021 ، وذلك بتخصيص شهر شتنبر الى غايه منتصف اكتوبر لاستدراك الدروس التي لم يتمكن التلاميذ من متابعتها عن بعد،وذلك باحتفاظ كل استاذ(ة) بافواجه السابقه ، وكذا نفس التوقيت،على اساس أن يسند له بعد انقضاء هذه المدة (شتنبر الى منتصف اكتوبر) افواجه الجديده وكذا توزيع الحصص الجديد. بذلك تكون منظومتنا التعليميه التعلميه قد حققت ما تقتضيه العدالة التربويه، ولكي ترتاح ايضا ضمائر الأطر التربوية وأسر التلاميذ بعد كل ما خلفه الفيروس اللعين .