وزان: محمد حمضي
حزمة من الإجراءات اعتمدتها بلادنا من أجل ضمان انخراط المواطنات والمواطنين في المعركة الكبرى ضد وباء كوفيد 19 الذي هز الكثير من اليقينيات ، رغم كلفتها الثقيلة على الاقتصاد الوطني ، والوضع الاجتماعي الذي يلوي أعناق نسبة مرتفعة من المغاربة ويخنق أنفاسهم. اليوم وبعد أن دخلت بلادنا مرحلة جديدة تستدعي من بين ما تستدعيه ، بعد إطلاق الحكومة مشاورات واسعة بغاية التخفيف من اجراءات الحجر الصحي ، الحفاظ على ما تم تحقيقه من مكتسبات بعد أن تم تجنب الأسوأ ، والعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية مع الاستفادة من درس الجائحة واستثماره هذا الدرس بما يسمح بإقلاع تنموي جديد محوره المواطن(ة) المغربي (ة) .
ربح تحدي العودة التدريجية للحياة الطبيعية بصفر ضحايا ، مسؤولية يشترك في تحملها السلطات العمومية من خلال استمرارها في تفعيل الحزم القانوني المطلوب ، والمواطنات والمواطنين من خلال وعيهم/ن بأن كل استهتار في التعاطي مع الوباء في مرحلة تخفيف الحجر الصحي التي تستعد بلادنا ولوجها ، قد يقوض لا قدر الله كل المجهودات التي تم بدلها منذ حوالي ثلاثة أشهر . في هذا السياق يسجل المتتبع(ة) الموضوعي الأجواء العامة التي تعيشها مدينة وزان منذ بداية الأسبوع الأخير لشهر ماي ، بأنها أجواء غير مطمئنة ، وقد تعصف بما نجح في تحقيقه التعاون المثمر بين الساكنة والسلطات العمومية من حماية دار الضمانة الهشة على كل المستويات، من تسلل وباء كوفيد 19 . ذروة التعطيل الشبه تام لكل الاجراءات الحامية لحياة الأشخاص سجلت يوم الخميس الأخير بمحيط السوق البلدي الذي تقاطر عليه مئات المواطنات والمواطنين ( انظر الصور) من أجل التبضع ، مجردين من كل السدود والاجراءات الحاجزية ، الواقية من التقاط المرض وانتقال العدوى . فلا التباعد الجسدي محترم، ولا الكمامات مستعملة. نفس هذه التصرفات المتهورة المتعاقدة مع الكارثة لا قدر الله، يطبع سلوك العديد من العارضات والعارضين للسلع ( الخضر، الفواكه، اللحوم، المواد الغذائية …) .

في مقابل مشهد السيبة هذا ، لوحظ – على غير العادة – الغياب التام للسلطات العمومية عن هذا الفضاء الذي يشكل مهدا لكل المخاطر الناتجة عن الوباء . ولأن المناسبة شرط كما يقال ، وجبت الإشارة إلى أن أي زائر للمدينة سيصاب بالذهول وهو يصادف عددا كبيرا من الأشخاص يتحركون بالفضاء العام من دون التزامهم بالتقيد بالإجراءات الحامية من الوباء ، التي تعتبر الكمامة من أهم هذه الاجراءات الحاجزية . كما أن منشور وزير الداخلية في موضوع أخذ الحيطة والحذر من المياه المستعملة لعلاقة هذا بالوباء غير مفعل ، والدليل على ذلك ما يتم عرضه من خضر تسقى بالمياه العادمة للمدينة ( سنعود للموضوع بالتفاصيل لاحقا) , لكي تحافظ دار الضمانة على عذريتها في موضوع الوباء، وبعد أن صمدت في وجه تحرش فيروس كوفيد 19 رغم العنف الذي استعمله ، على السلطات العمومية والمواطنات والمواطنين الانتصار للمقاربة التشاركية لدرء الخطر ،والعمل على الاستمرار في التعبئة لربح التحدي ، ولعل المدخل الرئيس لذلك هو الالتزام التام بمختلف الاجراءات التي تم الإعلان عنها من الدوائر الرسمية .
قراءة الصورة: محيط السوق البلدي صباح يوم أمس الخميس 28 ماي 2020