تشكل زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى العاصمة المقدونية سكوبيه، يوم الإثنين، خطوة استراتيجية جديدة في توسيع دائرة الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، وتعكس امتداد الدينامية الدبلوماسية التي أطلقتها المملكة خلال الجولة الأوروبية في أبريل الماضي لتشمل منطقة البلقان الغربية.
في إعلان مشترك وقع في ختام مباحثات الوزيرين، اعتبرت جمهورية مقدونيا الشمالية أن مبادرة الحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب سنة 2007، “تشكل الأساس الوحيد” لحل النزاع حول الصحراء المغربية، وهو موقف واضح يعزز الزخم الدولي المتواصل لصالح المبادرة المغربية التي توصف على نطاق واسع بالجادة وذات المصداقية والواقعية.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4047220971479202&output=html&h=280&adk=2549073964&adf=3048354497&pi=t.aa~a.2973701940~i.1~r
الإعلان المشترك أكد أيضا على دعم البلدين للقيادة الأممية في هذا الملف، من خلال التنويه بقرار مجلس الأمن رقم 2756 (أكتوبر 2024) والذي يؤكد على مسؤولية الأطراف المعنية وضرورة التوصل إلى حل واقعي ودائم قائم على التوافق. كما جدد الوزيران دعمهما لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في هذا الإطار، وفقا لقرارات مجلس الأمن ولميثاق الأمم المتحدة.
ويأتي هذا الموقف ليعزز الزخم الدبلوماسي الذي أطلقه المغرب خلال جولة الوزير بوريطة في عدد من العواصم الأوروبية في أبريل 2025، والتي عرفت تأكيد عدد من الدول الأوروبية دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، من ضمنها المملكة المتحدة وكرواتيا ومولدافيا وسلوفاكيا، التي اعتبرتها الأساس الأكثر جدية لحل النزاع.
إلى جانب ملف الصحراء، شكلت الزيارة مناسبة لتأكيد إرادة البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات حيوية كالتجارة، والسياحة، والثقافة، والاقتصاد. وأكد الوزيران على أهمية تعميق التشاور السياسي والتنسيق متعدد الأطراف في المحافل الإقليمية والدولية.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-
وأشادت مقدونيا الشمالية، في ذات الإعلان، بـالإصلاحات الكبرى التي شهدها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لا سيما النموذج التنموي الجديد، وسياسة الجهوية المتقدمة، كما أعربت عن دعمها للمبادرات الأطلسية الملكية، خصوصا مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب والمبادرات الرامية لتمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي.
في ندوة صحفية مشتركة، أبرز الوزير بوريطة الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب، بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، في تعزيز الاستقرار في إفريقيا، والمتوسط، والعالم العربي، مشيرا إلى التزام المغرب ببناء شراكات متوازنة مع الاتحاد الأوروبي، ولعب دور إيجابي في الملفات الإقليمية الحساسة، مثل الملف الليبي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في ظل رئاسة جلالة الملك للجنة القدس.
وتمثل زيارة الوزير ناصر بوريطة إلى سكوبيه محطة جديدة في مسار تعزيز الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، وتدل على أن الدينامية المغربية تتوسع جغرافيا لتشمل مناطق جديدة مثل البلقان الغربي. كما تؤكد على أن المغرب، بفضل نهجه الاستباقي، أصبح شريكا موثوقا في تعزيز الاستقرار والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي.