فصول رحلتنا مثل فقرات كتاب تتوالى تباعا صفحة صفحة، نواصل السفر المهني وفي الأفق تاونات.. هذا القلب النابض بعبق رائحة زهور نبتة الكيف، حيث تمتد حقوله الفيحاء كمحيط أخضر بلا ضفاف.
لنستكشف إذن هذه المنطقة التي أصبحت إحدى أهم المراكز المرخصة لزراعة القنب الهندي في المغرب.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4047220971479202&output=html&h=280&adk=2549073964&adf=3048354497&pi=t.aa~a.2973701940~i.3~rp.4&w=737&abgtt=6&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1732192445&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5650282264&ad_type=text_image&format=737×280&url=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F355118.html&fwr=0&pra=3&rh=185&rw=737&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMTUuMC4wIiwieDg2IiwiIiwiMTMxLjAuNjc3OC42OSIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTMxLjAuNjc3OC42OSJdLFsiQ2hyb21pdW0iLCIxMzEuMC42Nzc4LjY5Il0sWyJOb3RfQSBCcmFuZCIsIjI0LjAuMC4wIl1dLDBd&dt=1732192342478&bpp=2&bdt=1247&idt=2&shv=r20241120&mjsv=m202411190101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D98002268e807fc5b%3AT%3D1732192344%3ART%3D1732192344%3AS%3DALNI_Ma0U0nmf0rUsKSf277iNdoVLH9PzQ&gpic=UID%3D00000f8f1ecd6ee8%3AT%3D1732192344%3ART%3D1732192344%3AS%3DALNI_MY06J2GE7oMqPbRBytVSbxHXXVgjA&eo_id_str=ID%3Ddc28aa5216894142%3AT%3D1729721714%3ART%3D1732192251%3AS%3DAA-AfjZXQ7UgFENUUopPBRljrTQm&prev_fmts=0x0%2C160x600%2C160x600%2C1684x780&nras=3&correlator=7978070239268&frm=20&pv=1&u_tz=60&u_his=1&u_h=720&u_w=1280&u_ah=672&u_aw=1280&u_cd=24&u_sd=1.5&dmc=8&adx=596&ady=1086&biw=1684&bih=780&scr_x=0&scr_y=0&eid=31088727%2C31088961%2C95332928%2C95344788%2C95347445%2C31089117%2C31088250%2C95345966%2C95347756&oid=2&pvsid=4280630753853434&tmod=1275535953&uas=0&nvt=1&ref=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2Fcategory%2F%25d9%2588%25d8%25b7%25d9%2586%25d9%258a&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1280%2C0%2C0%2C0%2C1707%2C780&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=0&td=1&tdf=2&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=10&uci=a!a&btvi=1&fsb=1&dtd=M
رحلتنا بدأت من غفساي، حيث ترعرعت نبتة القنب الهندي على مر العصور، شامخة بسيقانها الباسقة التي تحاكي الجبال في رسوخها. في جماعة سيدي المخفي، بدا المنظر أكثر إثارة وإدهاشا: تستلقي الحقول على جنبات الوادي في زهو وعظمة، وكلما اقتربنا من تافرانت، وجدنا الفلاحين وأسرهم يعتنون بنباتاتهم بشغف كبير، وكأنهم يرعون شجرة العائلة التي توارثوها جيلا بعد آخر. أمانة يسلمها السابقون للاحقين.
في أزريزر، الشمس تلقي بأشعتها على الحقول والوادي الذي يصب بسد البهرة، سيقان الكيف هنا تتماوج مع الرياح في تمايل أبدي له أسرار تبحث عمن يفككها، نبتة الكيف بدت تتراقص وكأنها ترحب بنا في أراضيها الخصبة، أما في بني وليد ولخلالفة، فالمشهد كان أكثر رحابة، حيث تمتد المساحات الخضراء على مد البصر، مما يعطي النفس والجوارح إحساسا بالوفرة والعطاء الذي تزخر به هذه الأرض.
واصلنا طريقنا إلى واد القصبة، حيث يقف الفلاحون في حقولهم يتبادلون الحديث حول موسم الحصاد والتجفيف وبيع المحصول، هنا يبيع الفلاح غلته كاملة لوحدات إعادة التصنيع.
في فناسة باب الحيط، كانت الرياح تحمل معها عبق النبتة التي طالما كانت جزءا من تراث المنطقة، أما في الودكة، فالتقينا مزارعين يتحدثون بفخر عن التغيرات التي حملها لهم الترخيص لزراعة القنب الهندي، والعفو الملكي على عشرات الفلاحين، وكيف أصبحت حياتهم أكثر استقرارا بعد عقود من العيش في الرعب وكوابيس الخوف من الملاحقة المستمرة.
مع كل محطة، كان الحماس يزداد ونحن نقترب من تمزكانة وگلاز، حيث الخضرة تمتزج مع الطبيعة الجبلية الخلابة. هنا، في قلب تاونات، تحولت زراعة القنب الهندي من نشاط غير قانوني له أوجاعه وتبعاته إلى فرصة واعدة للتنمية المستدامة والعيش الكريم.
تاونات..رمز التغيير في زراعة القنب الهندي
في كل جماعة مرخصة لهذه الزراعة، وجدنا قصصا ملهمة لمن عاشوا التحول من الخوف والتوجس إلى الأمل والعمل الجاد والإنتاج لتحسين ظروف العيش.
تاونات، بجماعاتها العشر المرخص لها بزراعة الكيف، أصبحت اليوم رمزا للتغيير الإيجابي في زراعة نبتة القنب الهندي.
في جماعة مزراوة، على تراب دوار أولاد الطاهر، تنتصب بناية ضخمة تلفت الأنظار إليها وكأن لها رسالة تريد إبلاغها: إنها أول وحدة لإعادة تصنيع وتصدير القنب الهندي بالمغرب، معمل صوماكان (SOMACAN)، الذي يرمز لحقبة جديدة في استغلال هذه النبتة ضمن إطار قانوني وتنموي متكامل ومندمج.
يمتد المعمل على مساحة هكتارين، منها 5000 متر مربع مغطاة تشمل وحدات تخزين وتجفيف القنب الهندي، فضلا عن مختبرات لتحليل جودة المنتج، مشاتل تجريبية، ووحدات لتجميد وفرز وتعبئة الإنتاج.
مع مصطفى الشنتوف الإطار بشركة “سوماكان”
رحب هذا الإطار المتخصص بـ” تليكسبريس” التي زارت مقر هذه الشركة المرخص لها من طرف الوكالة التقنية للقنب الهندي، ثم أخبرنا أن الشركة بدأت منذ سنتين، وأضاف :” بخصوص العمل الذي قمنا به في البداية، تعاقدنا مع التعاونيات التي وصل عددها إلى 22 تعاونية، والمساحة تبلغ لحدود الآن خمسمائة هكتار”.
واسترسل الشنتوف شارحا :” بدأت العملية بإجراء عقد مع التعاونيات ومن بعد مرحلة الإنتاج، كنا نستورد البذور”الرومية” من الخارج ونقوم بوضعها في المشتل، ومن ثم نقوم بمواكبة الفلاحين في القطاع، ولا نقوم باستعمال مواد محظورة، بعد ذلك تتم مراقبة النبتة، بعدها نجمع المنتوج من عند الفلاحين، ثم تأتي مرحلة التحويل والتصنيع”.