موجة غير مسبوقة من العشق حد الهيام للمغرب، باتت تسكن الأرجنتينيين بعد انتصار المنتخب الوطني التاريخي على إسبانيا، وعبوره إلى ربع نهائي مونديال قطر 2022.
بعد ملحمة ملعب المدينة التعليمية بالدوحة، في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، أثارت كتيبة وليد الركراكي الإعجاب والافتتان بروحهم القتالية ولعبهم المتميز.
وسائل الإعلام الأرجنتينية لم تفوت فرصة الوقوف عند كلمات المدرب الإسباني لويس إنريكي في حق المنتخب المغربي: “من أين جاؤوا بهؤلاء اللاعبين؟”.
وفي السياق، قال ناهوال لانزون، صانع محتوى شهير حول كرة القدم الافريقية في الأرجنتين ، إن الأرجنتينيين مفتونون بهذا الفريق المغربي الذي فاجأ الجميع، والذي أقصى منتخبا إسباني ا كان من بين أكبر المرشحين في هذا المونديال.
و قال لانزون “في الأرجنتين ، نميل دائما إلى التعاطف مع الفرق التي تخلق المفاجأة. من الواضح أن المغرب هو المفاجأة في المونديال وهو بالإضافة إلى ذلك تمكن من الفوز على إسبانيا”.
كما لم يخفي الأرجنتينيون إعجابهم ب”أسلوب اللعب وبعض اللاعبين المغاربة” على وجه الخصوص زياش وبوفال وأمرابط.
وأكد ناهويل لانزون أنه في سياق هذا الهوس بالمغرب الذي بات يسيطر على الأرجنتينين: ” انتشرت أغاني مشجعي الرجاء البيضاوي على تويتر في الأرجنتين، مما يساعد على تقريبنا قليلا من كرة القدم المغربية”.
وأشار صانع المحتوى الرياضي الأرجنتيني أيضا إلى علاقة الحارس المغربي ياسين بونو وكرة القدم الأرجنتينية. بونو معجب باللاعب الأرجنتيني السابق ومدربه أرييل أورتيغا.
من جانبه، أشار اللاعب الأرجنتيني السابق دانييل سيرسوسيمو إلى أن كأس العالم هذه خلقت مفاجآت ولكن أيض ا أبانت عن حقائق من بينها أن “كرة القدم الافريقية لم تعد كما كنا نعتقد. وخير مثال على هذا الواقع هو المنتخب المغربي الذي واجه إسبانيا بكل استماتة “.
واعتبر سيرسوسيمو أن أسلوب اللعب الذي فرضه المغرب يحظى بشعبية كبيرة في الأرجنتين، خاصة أنه أسقط فريقا مرشحا على الصعيد العالمي، مضيفا أن هذا النوع من الانتصارات سيساعد على تعزيز ممارسة كرة القدم في إفريقيا.
بالنسبة له، فإن “المغرب بات الآن رمزا لجميع المنتخبات الافريقية التي شاركت في كأس العالم هذه، والذي يقدم أداء جيد ا للغاية وآمل، كما يأمل العديد من مواطني الأرجنتين ، أن يكون المغرب من بين أفضل أربعة منتخبات في العالم.
وقد انخرط دانييل سيرسوسيمو إلى جانب بطل العالم السابق دانيال بيرتوني (الأرجنتين 1978) لتطوير مشاريع كرة القدم في المغرب ودول أفريقية أخرى.
أما أدريانا ، وهي أرجنتينية سبق وزارت المغرب، فقالت إنها شعرت “بفرحة كبيرة” بعد تأهل المنتخب الوطني إلى ربع النهائي و”السعادة أصبحت مضاعفة عندما فاز المغرب على إسبانيا” لكونها كانت من بين أفضل المنتخبات المرشحة للذهاب بعيدا خلال هذا المونديال.
من جهته، قال جواكين، المنتج في الإذاعة المحلية “روك آند بوب” ، إن فريق هذه الإذاعة بالكامل أصبح من المعجبين بالمغرب ويشاهد بإعجاب عبر يوتيوب عروض ألتراس الوداد والرجاء البيضاويين التي يبدو أن زملاءه يكتشفونها للمرة الأولى. إذا كان هناك من درس يمكن استخلاصه من هذا الإعجاب الكبير في الأرجنتين بالمنتخب الوطني وكرة القدم في المغرب، فسيكون كما يلي: كرة القدم تؤكد مرة أخرى أنها عامل قوي لتحقيق التقارب بين الشعوب.