قال عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الشؤون الاسلامية، في تدوينة مطولة على صفتحت في الفايسبوك اليوم الخميس 22 غشت، إن “علاقة المغاربة بالملكية لم تأت من فراغ، وإنما هي تراكم تاريخي وتجارب سياسية وإنسانية متتابعة، أسست الوعي بأن هذا النظام هو الجامع المشترك، والموحد لكل هذه الأعراق والتوجهات والروافد، من يقرأ تاريخ المغرب ويقف على ما عاشه المغاربة من فتن وعدم استقرار وقلة أمن بسبب الصراعات السياسية والعرقية يدرك أهمية هذا التلاحم حول المؤسسة وسبب الالتفاف حولها…”
واضاف رفيقي، “وحين ينضاف إلى هذا العامل التاريخي عوامل حاضرة، كما يعرفه المغرب من تطور في قضايا حقوق الإنسان والتنمية، وما يعيشه من ثورة على مستوى التجهيز والبنيات التحتية، وما تعرفه مختلف المرافق والخدمات من تحسن، فمن الطبيعي أن يتمسك المغاربة بمن يقود كل هذا التغيير الذي لا ينكره إلا جاحد..”
واوضح رفيقي” وحين يشهد المغاربة مع العالم كله، ما يسجله المغرب اليوم من نجاحات دبلوماسية، وضربات ساحقة لخصومه الواحدة تلو الأخرى، و كيف أن دولا كبرى خضعت لشروطه وعجزت عن ابتزازه، وكيف كان الخطاب واضحا بأنه لا يقبل منذ اليوم المواقف الضبابية، حتى من أكثر الحلفاء قربا، فذلك مدعاة طبيعية للإحساس بالفخر، والتشبت بمؤسسة الملك وتدبيرها.”
مبرزا في الوقت نفسه: ” من الطبيعي بعد كل هذا، أن يكون لهذا الأعداء نجاح، وأن تحاول منظمات مشبوهة وقنوات مفلسة مسيرة تشويه هذا النجاح، لكن بأساليب رخيصة، وطرح جد متهافت، وابتزاز رخيص”…
وخلص الى القول: ” المغرب ليس هو جنة الفردوس قطعا، لدينا مشاكلنا و نقصنا وتحدياتنا، ولدينا أحلامنا وطموحنا وآلامنا، لكننا نواجهها بالتوحد حول الثوابت، والالتحام بين الملك وشعبه، وتوسيع هوامش الحرية، وتعزيز كرامة المواطن، قد ننجح في ذلك أو نفشل، لكنها تبقى رهانات داخلية، و تحديات تهمنا لوحدنا، وسنناقش جميعا سبل حلها وتجاوزها، شيء واحد غير قابل للنقاش ولا للمساومة، هو ما يكنه المغاربة من احترام مسؤول لملك دولة عريقة بتاريخها الضارب في القدم، قوية وطموحة بحاضرها المزهر، وهو ما يجعل كل هذه المحاولات فاشلة ورخيصة ومثيرة للشفقة.