وزان : محمد حمضي
الجلابة الوزانية …. شجرة تاشتا ….زيت الزيتون ….. ثلاثة علامات تجارية تميز دار الضمانة عن باقي المدن المغربية العتيقة…. معالم تاريخية حجزت لنفسها موقعا متميزا في مساحة الموروث المادي و اللامادي المغربي ، وتنتظر من يترافع من أجلها لتظل شاهدة على شموخ دار الضمانة عبر التاريخ ….
كيف نجت هذه المعالم التاريخية من القبضة الحديدية لمن لا ذوق لهم ، الذين اختزلوا فن العيش في الكسب اللامشروع الذي نتج عنه توسيع رقعة البشاعة ، واجتثاث كل ما هو مضيئ وجميل في تاريخ مدينة وصل اشعاع زاويتها إلى أبعد نقطة في جغرافية القارات الخمسة ….
فإذا كان خبر تسجيل تقنيات الجلابة الوزانية كتراث مغربي لدى منظمة الأيسيسكو مطلع شهر يوليوز الأخير قد حضي بترحيب كبير لدى أهل وزان أينما تواجدوا ، فإن الاهمال الذي تتعرض له شجرة تاشتا بجبل بوهلال شوش كثيرا على هذه الفرحة ، وبدأت العشرات من الأصوات المدنية المستقلة ترتفع هنا وهناك مطالبة كل الجهات المعنية التعجيل بالتدخل لإنقاذ هذا الموروث الطبيعي الذي حكم عليه تصحر الوعي البيئي بالإعدام .
شجرة تاشتا التي تعتبر حارسا أمينا من قمة من القمم العالية لجبل بوهلال -المكسي بأشجار الزيتون- لحاضرة وزان المتستقرة في سفحه وتتوسده ،شاهدة ( تاشتا) على الزمن الجميل الذي عاشته دار الضمانة قبل أن تأتي معاول الفساد على طمس معالمها التي تشكل في كشكولها المتناسق هوية وزان .
هذه الشجرة اليوم أصاب الشلل -البادي للعيان- جزءا من أغصانها ، وأصبح رحيلها قضية وقت إذا لم يتدارك الموقف كل من مجلس جماعة وزان ، وادارة المياه والغابات ، وعمالة الإقليم ، والمندوبية الجهوية للثقافة ، وسارعوا بتشكيل خلية لتحديد سبب تصحر وفناء جزء منها ، والسعي الحثيث من أجل انقاذ شجرة استفاد من ظلالها الوارفة ذات زمان المغفور له الملك محمد الخامس ، ووقعت تحت أنظار حفيده الملك محمد السادس قبل 16 سنة اتفاقية تأهيل الطريق الذي يقود إليها ، تأهيل لم ينجز منه إلا الشطر الأول ، وتحت أغصانها تناول الشهيد عمر بنجلون وجبة غذائه بمعية أبناء الحركة الاتحادية الأصيلة بوزان نهاية شهر ماي 1975.
قريبا ستشع ألوان كثيرة من الشجرة ، و ستضفي عليها جمالية خاصة …. مبادرة لايمكن إلا تثمينها ، ولكن لمن الأسبقية هل لانقاذ الشجرة التاريخية من موت محقق ، أم لانارتها التي قد تأتي بنتائج عكسية !