لقد شكلت كلمة الاستاذ سعيد العزوزي رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة في افتتاح فعاليات الملتقى الوطني القيادات الشعلة المنظم بالمركز الدولي للطفولة والشباب ببوزنيقة ايام 1.2 و 3 يوليوز الحالي وثيقة تاريخية للذاكرة الجمعوية والسياسية للمغرب عامة الذاكرة الشعلة خاصة لما لها من أهمية بالغة في تكوين وتوعية الأجيال الحالية والمستقبلية وجعلهم يطلعون على جزء هام من تاريخ الحركة الجمعوية باعتباره جزء لا يتجزأ من تاريخ وطننا ربطا للحاضر بالماضي واستشرافا المستقبل.ولقد وطف الاستاذ العزوزي في طرحه مقاربات تاريخية بأسلوب الباحث الاجتماعي مستفسرا مختلف مراحل تاريخ المغرب الحديث من خلال أسئلة استفزازية حول مدى مساهمة الحركة الوطنية التقدمية وضمنها الحركة الجمعوية في مسلسل الأحداث التي طبعت مسار التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالمغرب فكرا وممارسة ومدى ارتباطها يتشكل الوعي المجتمعي في لحظات حساسة و مفصلية ستظل شاهدة على مدى وحجم مساهمة المجتمع المدني في بناء صرح الدولة المغربية الحديثة .
وساق الاستاذ مثالين على ذلك وهما مشروع بناء طريق الوحدة الذي ساهم بشكل كبير على فك العزلة عن العالم القروي اضافة إلى مشروع خلق المدارس الوطنية للتعليم الحر العتيق.
في حضور ما يقرب من 120 من قيادات الشعلة محليا جهويا ووطنيا وعلى مدى 3 ايام من العمل المتواصل تداول المشاركون في قضايا جوهرية عامة واخرى خاصة من قبيل واقع ومستقبل الحركة الجمعوية بالمغرب اضافة الى سؤال التطوع في ظل التحولات المجتمعية و سيادة العولمة الثقافية ومدى تأثيرها على منظومة القيم والثوابت الفكرية فضلا عن مواضيع الحكامة والتنظيم والتكوين في ارتباطها بتدبير شؤون الجمعية ادبيا وماليا.مواضيع وغيرها كانت من وحي الواقع المعاش فضلا عن انعكاسات جائحة كورونا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للأسر وضمنها الطفولة والشباب .وقد شكلت هذه المواضيع و القضايا مضامين للنقاش والتدارس عبر3 ورشات موضوعاتية .تشكلت الورشة الأولى من مدبري الفروع والجهات وتشكلت الورشة الثانية من مدبري المخيمات والورشة الثالثة من فعاليات نسائية شعلوية .
وقد اشرف على تيسير هذه الورشات اطر الجمعية من المكتب الوطني والمجلس الاداري. ففي الورشة الأولى تناول المشاركون واقع الحركة الجمعوية وتطلعاتها محليا وتقييم التي تبذلها فروع الجمعية من اجل الدفع بمسار الديموقراطية التشاركية والمساءلة الاجتماعية والانتقال الرقمي ودوره في الرفع من مستوى الحكامة التدبيرية الداخلية باعتبارها مؤشرا حقيقيا على نجاعة الاداء المؤسساتي للجمعية. وتضمنت الورشة ايضا فقرات تطبيقية في مجال التدبير الإداري والمالي والادوات اللازمة الرقي به.
وقد كانت الفرصة سانحة ايضا للإنصات للفاعل الجمعوي المحلي الممارس لتدبير القرب ومدى قدرته على ملاءمة الخطاب مع الممارسة حسب خصوصيات الفضاءات المحلية والفئات المستهدفة وهي ترجمة لإحدى الخيارات الكبرى للمؤتمر الوطني 12 للجمعية والمتمثلة في صياغة آليات للتواصل ميكانزمات لتدبير اداري ومالي فعال يتوافق وحجم التراكمات التي حققتها الشعلة في مجال الحكامة التدبيرية باعتبارها من أهم مميزات الفعل الجمعوي واعتبارا لكون تجربة الشعلة على مدى 47 سنة من الفعل المدني والتي كرست كل جهودها للترافع على قضايا الطفولة والشباب ومؤسساتهما والذي عكس وهما في منسوب القوة الاقتراحية من أجل المساهمة في خدمة المجتمع وتنميته عبر الحضور الدائم في قلب التحولات دفاعا عن قضايا الوطن والمواطنين.
وعلى مستوى الورشة الثانية تداول المشاركون في موضوع المخيم كقضية وكحق وطرحت خلالها تساؤلات ذات راهنيه من قبيل اية مخيمات نريدها لنشاءتنا وبأي مضمون تربوي، مركزين على مخيمات الموسم الحالي التي تأتي بعد اكثر من سنتين من التوقف بسبب جائحة كورونا التي خلفت معاناة كبيرة على الطفولة خاصة. كما طرحت تساؤلات حول الإمكانات المطلوبة لضمان خدمة تربوية اجتماعية من خلال المخيمات، تكون في مستوى تطلعات الطفولة المغربية في ظل واقع يتسم بمحدودية الفضاءات وضعف بنيتها التحتية وجودة مرافقها ناهيك عن ضعف الإمكانات المادية المرصودة لتدبيرها.
وعلى مستوى و رشة النساء الشعلويات فقد عرفت نقاشات داخليا طرحت خلاله مقترحات تهم دعم الادوار النسائية داخل الجمعية اضافة الى استضافة وجوه نسائية شابة فاعلة في المجتمع ومعروفة برصيدها النضالي والتربوي استطاعت أن تؤسس فضاءات متميزة تشكل اليوم منصات أساسية للترافع عن قضايا النساء وحرية التعبير والفكر والممارسة دفاعا عن القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية والحق في الحرية والكرامة والمساواة .
وقد تضمنت مداخلة الاخت ليلى أميلي عالما متفردا من التجارب الإنسانية انطلقت من حضن الجمعية المغربية لتربية الشبيبة أيام القائد الجمعوي محمد الحيحي رحمه الله و ما قدمته هده الجمعية العتيدة للشباب و خاصة الشابات تم دعمها بتجربة متفردة لمجموعة الرائد و عائلة أميلي التي أتحفت جمهور الطلبة و الشباب بأغاني الزمن الجميل أغاني ملتزمة لمجموعة العاشقين و أحمد فؤاد نجم و الشيخ إمام ماجدة الرومي و مارسيل خليفة و سعيد المغربي ….و هي التجربة التي توقفت لتفسح المجال لعوالم خاصة بليلى التي تفرغت للنضال الحقوقي من داخل جمعية أيادي حرة و من خلالها الترافع حول القضايا الإنسانية العادلة لنساء العالم من جهة أخرى شاركت الأخت سامية العبوشي النساء الشعلويات تجربة متفردة تقاطعت مع ورشة سابقة للأخت ليلى عاطر منسقة شعبة المرافعة من حيت انطلاقها من رحم شعلة مدينة حب لملوك المدينة الجميلة التي طبعت شخصيتها بكثير من الحس البيئي و الجمالي لتجد سامية نفسها في مسار متفرد داخل الشعلة و هو مسار التربية البيئية الدي أسس له القائد الأب الروحي للشعلة الخ عبد المقصود راشدي رفقة عدد من الأطر الشابة آنذاك و في طليعتهم الدكتور نور الدين لمدرعي رحمه الله و كمال المدرعي المندوب الإقليمي اليوم لوزارة البيئة بمدينة آسفي و الشاب طه عبد الرزاق و عائشة و العبدلاوي…ليلجوا بالشعلة عالم المشاريع البيئية التي شكلت سنوات التسعينيات من القرن الماضي نقطة تحول عميق في مسار الشعلة التي انفتحت على المنظمات الدولية، الصندوق العالمي للطبيعة و منظمة إندا مغرب و الاتحاد الأوربي و العديد من المنظمات التي تعنى بالترافع حول التغيرات المناخية و الحفاظ على التنوع البيئي و هي اليوم إحدى أهم الخبراء في المجال البيئي ببلادنا من خلال تجربة متميزة…
كما شكلت تجربة الأستاذة رقية أشمال تجربة مختلفة نوعا ما رغم كونها تنهل من نفس المنبع التقدمي الديمقراطي لجمعية المواهب و التنشئة الاجتماعية و الجمعية التي شكلت إلى جانب AMEJ و الشعلة مثلث الحفاظ على الوية و القيم الجمعوية الأصيلة و صمام أمان للدفاع عن مكتسبات الطفولة و الشباب و مؤسساتهما لتكتشف الأخوات الشعلويات نموذجا من الشابات المنحدرات من مدينة بوزنيقة تلك المدينة الخلابة بشاطئها الباذخ … شابة تربت في دار الشباب و المخيمات الجبلية و الشاطئية و المنتديات الوطنية لتطل بدورها على عوالم جديدة و تستطيع إثبات ذاتها كسيدة للفكر و الترافع الأكاديمي بروح الجمعوي المتفرد عن قضايا و هموم الشباب المغربي من منصات مختلفة استطاعت أن تطل على العالم برؤية اكاديمية و هي التجربة التي تقاسم سياقاتها مع الوجه النسائي للشابة إيمان الرازي التي شبت و ترعرعت بين رفاقها و رفيقاتها بجمعية الشعلة لتصبح اليوم أهم المدونات دفاعا عن الحرية في الفكر و الممارسة و الخصوصية الثقافية رغم ما يجلبه عليها هذا المسار المليء بخفافيش الظلام إلا أن تربيتها الديمقراطية رفعت لديها منسوب الجرأة في الطرح و الثقة في النفس و هو ما يميز إيمان عضوة المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية. لقد شكل لقاء النساء الشعلويات بالوجوه النسائية فرصة للتفاعل حول القضايا المجتمعية الحارقة بنقاش جاد و ممتع أماط اللثام عن الطابوهات المعتمة و البحت عن سبل جديدة للترافع عن القضايا العادلة للنساء، بأسئلة حارقة طالما كانت الشعلة سباقة لطرحها من خلال الملتقيات الوطنية المرأة بالخميسات و بني ملال و الأسرة بمدينة فاس بثيمات مختلفة و متعددة …إلى ذالك إلتأمت القيادات الشعلوية مساء السبت 2 يوليوز في ندوة ماتعة في محور :
من أجل جيل جديد لقوانين خاصة بالجمعيات ساهم في تأطيرها الدكتور محمد طارق أستاذ القانون الدستوري و الدكتور رضا الفيلالي حموز أستاذ القانون الدولي و أدار فعالياتها الدكتور كمال الهشومي و هي الندوة التي تأتي في سياق الحوار المجتمعي الذي أعلنت عنه الشعلة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني 12 حين عبرت عن رغبتها في تشكيل جبهة وطنية للترافع حول مدونة قوانين جديدة خاصة بالجمعيات بما يعنيه دالك من تجسيد للخيارات الكبرى للوثيقة الدستورية التي أفردت مساحة كبيرة للحركة الجمعوية ببلادنا في لحطة كانت مكثفة بالآمال الو التطلعات التي اجهضتها لحظة سياسية لم تتمثل الرهانات المعقودة على المجتمع المدني في التنمية و الديمقراطية في تكامل مع أدوار الدولة التي لم تعد المسألة الديمقراطية من أولوياتها في ضل التحولات التي يعرفها العالم اليوم و هي التحولات التي غيرت موازين القوى و الأولويات الحكومية و المواقع الجديدة للكثل و الأحزاب السياسية …
كل ذلك يجعل المجتمع المدني اليوم يتساءل حول مستقبل الحركة الجمعوية في ضل دستور أعطى كل شيء للجمعيات و قواني مقيدة لأبسط الحقوق و هو الحق في حرية تأسيس الجمعيات ناهيك عن المطالب الجديدة و المتمثلة في استفادة الجمعيات مت التمويل العمومي على غرار الأحزاب السياسية و النقابات العمالية باعتبارها مؤسسات موكول لها تكوين المواطنين و تتحمل مسؤولية برامج وطنية تعد من صميم اختصاصات الحكومة و مؤسساتها … إلى أن خلصت فعاليات الندوة لخلاصة أساسية مفادها إن كفاح القوى الحية ببلادنا الطامحة للتغيير وضمنها الحركة الجمعوية الديمقراطية، ساهمت في إقرار مكانة متميزة للمجتمع المدني بصفة خاصة كمكون من مكونات المجتمع المدني الحر ، ساهمت بكثير من التضحية و نكران الذات في المشاركة والمساهمة في تدبير الحياة العامة، محليا وجهويا ووطنيا.
مما أدى بالدولة من خلال خطابها الرسمي الإقرار بكون جمعيات المجتمع المدني شريك استراتيجي في صنع السياسات العمومية، وفي المشاركة والمساهمة كقوة اقتراحية في تدبير الشأن العام. الوطني و المحلي إذ تم التنصيص على ذلك في الدستور والقوانين المنظمة للجماعات والجهات الترابية.
غير أن هذه المقتضيات الدستورية والقانونية تتطلب إرادة سياسية للتفعيل الديمقراطي السليم لتمكين الحركة الجمعوية من الحضور الوازن و الفعل القوي للإسهام المدني الديمقراطي في عملية التنمية الشاملة.إلى دلك اختتمت فعاليات اللقاء الوطني بجلسة عامة تم خلالها تقديم خلاصات الأشغال بمختلف الورشات و البرامج المقترح تضمينها في البرنامج التعاقدي 2022/2027
هلابريس / متابعة