في خضم ردود الفعل الايجابية والمتابعات الإعلامية للموقف الاسباني الجديد من قضية الصحراء المغربية، اعتبرت صحيفة « الاتحاد » الإماراتية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن هذا القرار هو بمثابة تكريس لمسلسل النجاحات الدبلوماسية التي رسخ دعائمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضافت الصحيفة، في مقال تحت عنوان « الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء »، أن الاعتراف الاسباني بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، « يحمل دلالات خاصة، لأن مدريد تعرف ما تحت وما فوق حشائش هذا الصراع المفتعل، وكانت طرفا مستعمرا للصحراء إلى حدود الاتفاق الثلاثي في نوفمبر 1975، وكانت لها سياسات مناهضة آخرها استقبالها لزعيم جبهة البوليساريو وهو ما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد ».
وتابعت الجريدة بالقول إن هذا الانتصار الدبلوماسي المغربي الكبير، يأتي في إطار الحكمة الملكية التي أسست لمسيرة دبلوماسية ناجحة حقق من خلالها المغرب نجاحات متتالية، وذلك باعتراف عدد من الدول بسيادة المغرب على الصحراء، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
وأكدت الصحيفة أن هذا الإعلان الإسباني هو فضلا عن ذلك، « ثمرة لاستراتيجية تفاوضية قائمة على اتزان فكري وعلى وقائع تاريخية لا يمكن دحضها وعلى مصالح لا يمكن القفز عليها وعلى قواعد يجب أن تحكم العلاقة بين الجيران، في ظل بيئة دولية معقدة لا تسمح بالارتجالية ولا بالتآمر ولا بنسيان المصالح المشتركة التي تتطلب الشفافية والتواصل الدائمين، والاحترام المتبادل ورعاية الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين ».
ولفتت إلى أن « هذا الاعتراف الإسباني، وقبله إقرار أمريكا بمغربية الصحراء، وغيرهما من النجاحات الدبلوماسية، يعزز أولوية المبادرة المغربية لمنح حكم ذاتي للصحراء، ويشير إلى أن القوة الدبلوماسية الناعمة للمغرب قائمة على الوضوح والحزم والثبات، وهي التي تعززت بافتتاح عشرات القنصليات العامة في مدينتي العيون والداخلة ».
وأشارت إلى أن افتتاح هذه التمثيليات هو تعبير رسمي عن اعتراف هذه الدول بمغربية الصحراء، وتكريس لدور الأقاليم الجنوبية كبوابة للمغرب نحو أفريقيا، مضيفة أن « كل هذا يوحي بما لا يدع مجالا للشك بأن المنظومة الدولية تعتقد يقينا بجدية المبادرة المغربية للحكم الذاتي للحل السياسي بغية إنهاء النزاع المفتعل حول صحرائه، وذلك بتكريس حكم ذاتي موسع تحت سيادة المغرب، وفي إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية ».