قال مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أكد، في خطاب ثورة الملك والشعب، على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا.
وأضاف بايتاس، خلال الندوة الصحفية التي عقدت عقب انتهاء المجلس الحكومي، اليوم الخميس، أن الخطابات الملكية السابقة منذ ثلاثة سنوات ركزت على تحديد الإطار المرجعي للعلاقات الخارجية للمغرب مع مجموعة من الدول، حيث حدد جلالة الملك على مبدأين أساسيين هما الطموح والوضوح في العلاقات.
وشدد بايتاس، على أن الطموح موجود لدى المغرب وإسبانيا اللذين عبرا عن طموحهما في استئناف العلاقات، لكن ليتعزز هذا الطموح فالمغرب يحتاج لكثير من الوضوح من الجانب الإسباني بخصوص قضية الصحراء المغربية.
وكان جلالة الملك محمد السادس قد تطرق، في خطاب وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب، بشكل مباشر للأزمة الدبلوماسية الكبيرة التي هزت العلاقات المغربية الإسبانية، حيث قال جلالته إن المغرب يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها، بيدرو سانشيث، من أجل تدشين “مرحلة جديدة وغير مسبوقة”، في العلاقات بين البلدين الجارين.
وأوضح جلالة الملك أن هذه العلاقات يجب أن تقوم على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات.
وشدد صاحب الجلالة على أن المغرب يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار، مضيفا جلالته أنه نفس المنطق، الذي يحكم توجه المملكة اليوم “في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا”.
وفي هذا السياق، أشار صاحب الجلالة إلى أنه ” صحيح أن هذه العلاقات مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها “، مبرزا أن المغرب اشتغل، مع ذلك، مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية.
وتابع جلالته قائلا “فإضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين”.
وأوضح جلالة الملك، الذي تابع شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات، أنه “لم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات”.
وعلاوة على ذلك، قال جلالة الملك “وهو نفس الالتزام، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بين المغرب وفرنسا”، موضحا جلالته أن هذه العلاقات تتسم بروابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل التي تجمع جلالة الملك بالرئيس الفرنسي، فخامة السيد إيمانويل ماكرون.