أكد المشاركون في ندوة دولية علمية حول البحوث الجارية لاكتشاف الأسرار الكونية من خلال استعمال التقنيات النووية، نظمها مؤخرا الفرع المغربي للجمعية الدولية للنساء العاملات في الحقل النووي “WiN Maroc”، عبر تقنية التناظر المرئي، على الدور الهام الذي باتت تضطلع به الباحثات المغربيات “المعترف بهن على المستوى الدولي” في تطوير وتوسيع استعمالات العلوم النووية.
ونقل بلاغ للفرع المغربي ل “WiN Maroc” توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الأربعاء، عن رئيسة الجمعية الدولية للنساء العاملات في الحقل النووي ” WiN global”، دومينيك موييو، ومدير قسم إفريقيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السيد شوكة عبد الرزاق، تنويههما بالمناسبة بتنظيم هذه الندوة في المغرب “الذي يحظى بخبيرات وكفاءات نسوية معترف بها على المستوى الدولي”.
وأكد المسؤولان ، حسب المصدر نفسه، “تشجيعهما الدائم لمثل هذه المبادرات التي تندرج ضمن أهداف الوكالة الدولية وجمعية في تعزيز الوجود النسوي في البحث العلمي وفي مراكز القرار المعتمدة على الخبرة والدراسات الميدانية”.
من جهتها، أبرزت رئيسة الفرع المغربي للجمعية الدولية للنساء العاملات في الحقل النووي “WiN Maroc”، خديجة بندام، في مداخلتها التطور الذي عرفه حضور المرأة عامة في اكتساب الخبرات والمعرفة في التكنولوجيا النووية وفي كل العلوم الإنسانية والكونية، مؤكدة أن مستوى مساهمة المتدخلات في هذه الندوة “دليل واضح على القيمة المضافة التي لا جدال فيها” للمرأة في مجال البحث العلمي.
وأضافت أن “المرأة المغربية بالخصوص حاضرة كفاعل رئيسي في الهيئات والملتقيات الدولية، ويتم استدعاؤها كخبيرة في العديد من المجالات التي تهم استعمال التقنيات النووية والنظائرية المرتبطة على سبيل المثال في علوم التغذية وفي البحوث الهيدرولوجيا والبيئية وغيرها، إلى جانب تقديم الدعم التقني والخبرة في الأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي”.
كما سلطت بندام الضوء على أهمية العلوم النووية وتنوع تطبيقاتها في شتى الميادين السوسيو اقتصادية، مشيرة إلى أن هذه الندوة تشكل مناسبة لتعزيز الحضور النسوي البارز في العلوم الدقيقة وتفتح آفاقا جديدة أمام مواهب شابة مهتمة بتطوير مشاريع مختلفة في ميدان العلوم والتكنولوجية النووية.
وتميز هذا اللقاء الذي نظم بالتنسيق مع نادي المرأة التابع لجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية AOS CNESTEN، وأشرفت عليه رئيسة النادي، أسماء النويرة، بتقديم محاضرة من طرف عالمة الكواكب والجيوكيميائية والأستاذة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ورئيسة مؤسسة الطارق، حسناء الشناوي، حول النيازك أبرزت خلالها دور التقنيات النظائرية لتعميق المعرفة بالنيازك وتحديد أصولها، ومعرفة أصل الماء والمواد العضوية على الأرض إلى جانب قياس عمر تكوين مكونات النظام الشمسي.
كما عرفت الندوة تقديم رئيسة وحدة علوم المادة بـ CNESTEN، بشرى بلحرمة، عرضا حول البحث عن النيوترينوات الكونية عن طريق التفاعلات النووية، مضيفا أنها بينت تاريخ اكتشاف النيوترينو وإدخاله في النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات وعن الطرق التجريبية لكشفه وتحديد خصائصه ومعرفة مصادره، وذلك باعتبار النيوترينوات رسلا للأحداث والكوارث وتساهم في كشف أسرار الكون.
من جهتها، قدمت مديرة البحوث التابعة لقسم فيزياء الجسيمات في مفوضية الطاقة الذرية في فرنسا (CEA)، سميرة حساني، عرضا حول دور التأثيرات النووية في قياس تذبذبات النيوترينو في تجربة “Tokai to Kamioka” (T2K)”.
وعرفت هذه الندوة عرفت مشاركة مهمة من الأطر الوطنية وأزيد من 40 مشاركة من مختلف الدول الإفريقية والأوروبية ومن الهيئات والمؤسسات الدولية.