وزان : محمد حمضي
ورش كبير تشهده المدينة العتيقة بوزان بعد أن طالها الإهمال والمسخ إلى حد فقدانها لهويتها التي ميزتها عن باقي المدن العتيقة بمختلف المدن المغربية التاريخية . مشروع تأهيل المدينة العتيقة يشرف على تنزيله عدد من المتدخلين الذين اهتدوا أخيرا بأن المدينة العتيقة بوزان يمكنها أن تشكل رافعة تنموية تساهم في التغلب على جملة من الاكراهات التي تكبل إقلاع دار الضمانة المتوفرة على حزمة من المؤهلات المادية و اللامادية .
الرأي العام الوزاني بطيفه المتعدد ، يتابع باهتمام كبير ورش تأهيل المدينة العتيقة الذي تعطل كثيرا ، ويدعو مختلف الجهات المعنية بأن تظل يقظة حتى لا يطال عملية تأهيل المدينة العتيقة ما طال ورشها الأول الذي تم اطلاقه بعد الزيارة الملكية لوزان نهاية 2006 ! وفي انتظار تسليط كتلة من الأضواء على مشروع تأهيل المدينة العتيقة لدار الضمانة ، ارتأينا إثارة انتباه مجلس الجماعة في نسخته الجديدة بمعية باقي المتدخلين ، إلى بعض التفاصيل ذات الصلة بالمشروع ، بحيث أن كل سهو أو تحجيم أو إهمال لهذه التفاصيل سيجعل من مشروع التأهيل دون مستوى تحقيق الهدف من تنزيله وضخ ملايير السنتيمات من المال العام في شرايينه .
المقترح الأول: لكي تكون المدينة العتيقة مدينة مواطنة ، تعطي لدستور المملكة الذي يحظر التمييز بكل أشكاله نفَسا قويا ، فإن عملية التأهيل ستظل خارج سياق بناء دولة الحق والقانون إن لم يُعزز الورش بولوجية تسمح مستقبلا لزائرات وزوار ولوج فضاءات وزوايا المدينة العتيقة بشكل متساو .
وفي هذا الإطار فإن اعتماد المقاربة الحقوقية يستدعي انجاز ولوجية بالمعايير المعتمدة دوليا تمتد على طول المسافة الرابطة بين وسط المدينة(ساحة الاستقلال) وقلب المدينة العتيقة ، مرورا بقوس حي الجمعة التاريخي . عملية ممكنة كما أسرّت بذلك للجريدة مهندسة وخبيرة في المجال سبق وزارت الموقع.
المقترح الثاني : لا يختلف اثنان بأن الحلة الجديدة التي ستظهر عليها المدينة العتيقة ستحولها إلى نقطة جذب ، وبالتالي من المتوقع أن يتوافد عليها من مختلف بقاع العالم كل من ضجر ثقل ماديات الحياة الجديدة ، وما يخلفه ذلك من جروح نفسية لا يعالجه إلا الاحتماء بالتاريخ والبساطة . لمواجهة هذا التدفق سيكون من غير المقبول عدم تعزيز فضاء المدينة العتيقة بالمرافق الصحية ذات الجودة العالية المواصفات . فحسب المعطيات المتوفرة للجريدة فإن مشروع التأهيل كما سبق وأشرنا إليه جاء مبتورا وخاليا من توفير هذه الخدمة الأساسية التي تحمي كرامة الزوار .
المقترح الثالث : ورش تأهيل المدينة العتيقة سيحولها إلى مزار تصله جسور بأكثر من بقعة جهوية ووطنية ودولية . وإذا أظفنا إلى ذلك وجود ضريح مولاي عبد الله الشريف ، مع ما لهذا الولي الصالح من مكانة رمزية ودينية ، فإن عدد الوافدات والوافدين على مختلف زوايا المدينة العتيقة سيتكاثر ويتنوع . لذلك فإن المقاربة الاستباقية تستدعي إعداد موقف للسيارات ، خصوصا وأن ساحة الرويضة التي ستأخذ شكلا هندسيا جديدا بوظائف جديدة ، سيصبح من باب تحصيل الحاصل منع ركن أسطول السيارات بها . وللتغلب على هذا التحدي فإن الأنظار تتجه إلى فضاء ورش مهنة الحدادة الذي أصبح فارغا من سنوات بعد ترحيل المزاولين لمهنة الحدادة إلى وِجهة أخرى، والتعجيل بتأهيله ليصبح جاهزا كموقف للسيارات.
وبه وجب الإعلام والسلام