كشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، نقلا عن مصادر دبلوماسية في مدريد، عن وجود مفاوضات سرية بين وزارتي الخارجية الإسبانية والمغربية، دون أن يصل الأمر إلى حديث مباشر بين الوزيرين ناصر بوريطة وخوسي مانويل ألباريس، لكنها أكدت أن طي صفحة الأزمة يسير في الطريق الصحيح، وهو ما يثبته رفع الرباط لـ”تحفظها” على السفير الإسباني لديها.
ووفق المصادر نفسها فإن المغرب أوقف “الفيتو” التي كان يستخدمه ضد التعامل مع السفارة الإسبانية في الرباط، حيث تلقى السفير ريكاردو دياز هوشليتنير، رفقة السفراء الأجانب المعتمدين في الرباط، دعوة لزيارة مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم 5 غشت الجاري، في إطار تعريفهم بجهود المغرب لمكافحة الإرهاب، وهي الدعوة التي استجاب لها الدبلوماسي الإسباني.
ويُعد هذا الموقف خطوة ملحوظة إلى الأمام من جانب المغرب في إطار محاولات إنهاء الأزمة الدبلوماسية التي عمرت منذ أبريل الماضي، حيث استثنت لجنة النموذج التنموي الجديد سفيري إسبانيا وألمانيا من الدعوات التي وجهت لمختلف السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية للاطلاع على خلاصات تقرير اللجنة والتي قدمها رئيسها شكيب بن موسى.
وبالإضافة إلى ذلك، عاد دور السفيرة المغربية كريمة بن يعيش، إلى الواجهة، بعدما كانت الخارجية المغربية قد استدعتها إلى الرباط منذ ماي الماضي، إذ وفق “إلباييس” شاركت هذه الأخيرة في “محادثات سرية” مع نظيرها الإسباني، وهي المرة الأولى التي تتواصل فيها سلطتا الرباط ومدريد بشكل مباشر دون وساطة طرف ثالث منذ بداية الأزمة، مبرزة أن هذه المحادثات سارت “بشكل جيد” لكنها أوردت أنه لم يتضح بعد ما إذا كان الأمر قد تطور إلى اتصال مباشر بين بوريطة وألباريس.
ووفق ما نقلته الصحيفة الإسبانية عن “مصادر دبلوماسية” فإن مساعي الوصول إلى حل للأزمة “تسير في الطريق الصحيح”، لكن لا تزال أمامها العديد من العقبات التي يتوجب حلها، على غرار مصير المغاربة الموجودين في سبتة المحتلة ممن دخلوا المدينة ما بين 17 و19 ماي الماضي، بالإضافة إلى قرار المغرب إغلاق الحدود البرية ووقف النشاط التجاري مع سبتة ومليلية المحتلتين، والقرار الإسباني بإدخال المدينتين إلى فضاء “شينغن”.