لم يدر في حسبان والدة الحسين مزال، أن يعود إليها ابنها جثة محروقة تحملها الطائرة من عنابة الجزائرية إلى مطار الدار البيضاء، ثم إلى مسقط رأسه بمدينة خنيفرة ليوارى جثمانه الثرى، بعد ثلاثة أشهر من مقتله وحرق جثته.
“حرمونا من النظرة الأخيرة لوجه أخينا، وحرموا أمه المكلومة من هذا الحق، حرمونا من كل شيء حيث أعدموا أخي وحولوه إلى جثة متفحمة. حسبنا الله ونعم الوكيل في هذه الطامة السابقة من نوعها التي أصابتنا” بهذا بدأ أحمد حديثه للصحافة..
وجدت جثة الحسين محروقة في العاشر من يناير 2021، في غابة “سيرايدي” ضواحي عنابة، بعد أن تم استدراجه من بلدية الذرعان، حيث تم اختطافه، من طرف عصابة مكونة من أربعة مغاربة، وامرأتين جزائريتين.
وبحسب القصة الكاملة التي رواها أحمد مزال، شقيق الحسين، فإن أخاه الذي ولد في مدينة خنيفرة بتاريخ 15/8/1982 كان يشتغل في قطاع الجبس، بمنطقة البوني بحي بوسدرة بولاية عنابة بدولة الجزائر، قبل أن تتربص به عصابة مكونة من أربعة شبان مغاربة، وامرأتين جزائريتين، مع سبق الإصرار والترصد لقتله، ثم محوا أثر جريمتهم بحرق جثته في غابة “سيرايدي” ضواحي عنابة، حيث تم استدراجه من بلدية الذرعان التي كان يقطن بها، وتم نقله بسيارة رمادية اللون من نوع هيونداي I10 إلى مدينة عنابة مكان الجريمة المخطط لها مسبقا، وبعد أن وصلوا إلى المنزل، سارعوا بربطه من الرجلين واليدين وغلق فمه بقطعة الثوب كي لا يطلب النجدة، وفي هذه اللحظات طالبوه بأموال كبيرة، وعندما أكد لهم عدم توفره عليها بادروا بتعذيبه، ولكمه على وجهه وبطنه مع الرفس والسحل، وتحت تهديد السلاح الأبيض، بادر بالاتصال بمختلف معارفه لتوفير الأموال المطلوبة، فيما ذهب ثلاثة عناصر، إلى بلدية الذرعان لاحضار تلك الأموال، وبقي أربعة آخرين في حراسته وتعذيبه بما فيهم المرأتين الجزائرتين “شهيناز” و”فاطمة الزهراء” الملقبة بوفاء.
وعندما رجع الثلاثة إلى المنزل مسرح الجريمة، أجلسوه على كرسي وهو مقيد، بادر أحدهم بوضع كيس بلاستيكي على رأسه، وأحكم قبضته والآخرين أحضروا حبلا قويا ولفوه على عنقه لشنقه مع الضرب المبرح، في جميع أماكن جسمه الصغير”.
يسترسل أحمد، وهو يغالب دموعه، “لما سقط أخي أرضا؛ بادر أحدهم بضربه على قلبه بالركل بالأحذية القوية التي كان يرتديها، كي يزهق روحه تماما، ثم أخيرا كسر رقبته بطريقة إرهابية لعينة، وقاموا بسكب مادة سائلة على جثته، كي لا تصدر منها روائح كريهة، وناموا حتى صبيحة يوم الأحد المشؤوم، حيث وضعوه في حقيبة ملابس، ونقلوه بسيارة لعينة صحبة مجرمة وابنتها الصغيرة، التي حضرت معهم في مسرح الجريمة وأثناء حرق جثته بالوقود”.
يقول أحمد إن هذه التفاصيل التي يحكيها عن جريمة مقتل أخيه، نقلها عن أخيه محمد الذي يعيش هو أيضا في عنابة، وهو الذي بادر بالبحث عن الحسين، بعد أن انقطعت أخباره تماما، بالإضافة إلى ما تضمنته محاضر البحث القضائي الجزائري، وأبحاث الدرك الوطني بسرية عنابة.
وأكد أحمد؛ أنه بمجرد أن اكتشف أمرهم “لاذوا بالفرار وتمكنوا من دخول أرض المملكة المغربية عبر الحدود البرية، وقضوا ثلاثة أيام في المركز الحدودي للعزل الصحي بتويسنت قرب مدينة جرادة، وهم الآن يصولون ويجولون في التراب المغربي”. ونحن كأسرته – يضيف أحمد- نطالب بالإسراع بالقبض على الجناة، كما نطالب بإصدار مذكرة بحث دولية، لأن بعض الأخبار تقول بإمكانية فرارهم للخارج.