لأول مرة في تاريخ كرة القدم المغربية، وصل مدربان إلى نهائي بطولة دولية تابعة للفيفا، وإن كانا يدربان منتخبين وطنيين مختلفين. فقد تأهل طارق السكتيوي وجمال السلامي، مدربا المنتخب المغربي الأول والمنتخب الأردني على التوالي، إلى نهائي كأس العرب في قطر يوم الاثنين.
وحقق السكتيوي ومنتخب الأسود المغربية فوزا ساحقا على الإمارات العربية المتحدة بنتيجة 3-0 في نصف النهائي، بينما تغلب المنتخب الأردني بقيادة السلامي على السعودية بنتيجة 1-0. ويؤكد هذا الأداء المميز للمدربين المغربيين على القوة المتنامية لكرة القدم المغربية.
و مساء الخميس على ملعب لوسيل في الدوحة، سيواجه المغرب الأردن في نهائي كأس العرب وعينه على الكأس الغالية التي تتنافس عليها جميع المنتخبات العربية. ويكتسب هذا النهائي أهمية خاصة، إذ يجمع مدربين مغربيين في مواجهة غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم المغربية. سيخوض طارق السكتيوي وجمال السلامي، مدربا المنتخب المغربي والمنتخب الأردني على التوالي، مباراة تكتيكية حقيقية للفوز باللقب. وبعيدا عن المنافسة الرياضية، يعد وجود مدربين مغربيين في نهائي بطولة كبرى تابعة للفيفا حدثا بحد ذاته، فهو يمثل، قبل كل شيء، اعترافا بالكفاءة الفنية المغربية.
و يثبت تأهل جمال السلامي مع المنتخب الأردني إلى المباراة النهائية على حساب السعودية، إلى جانب الأداء المذهل لطارق السكتيوي مع المنتخب المغربي أمام الإمارات، كفاءة المدربين المغاربة وقدرتهم على تحقيق النجاحات الدولية. وهذا دليل واضح على جودة التدريب الفني في المغرب. يعزز هذا النجاح مصداقية المدربين المغاربة لدى الاتحادات الدولية، ويمهد الطريق أمام مدربين آخرين من المملكة، في الدوريات والمنتخبات الوطنية في المنطقة وخارجها.
و تشكل هذه المباراة النهائية وحدها عرضا استثنائيا لكرة القدم المغربية، حتى أن طارق السكتيوي أعرب عن رغبته في مواجهة جمال السلامي في النهائي “لتأكيد صعود كرة القدم المغربية”. وتجسد رؤية مدربين مغربيين يقودان فريقين مختلفين في نهائي بطولة إقليمية كبرى ككأس العرب مستوى التميز الذي حققته كرة القدم الوطنية، ليس فقط على مستوى اللاعبين، بل أيضا على مستوى الجهاز الفني. يُنظر إلى هذا الإنجاز أيضا على أنه تتويج للجهود والاستثمارات التي بذلتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمملكة لتطوير كرة القدم، ولا سيما من خلال تدريب الكوادر الفنية. يعد نجاح السكتيوي والسلامي، وهما لاعبان مغربيان كبيران سابقان، مثالا مُلهما للجيل الجديد من لاعبي ومدربي كرة القدم، مثبتا أنه من الممكن الوصول إلى القمة كمدرب محلي