في تطور جديد يعكس ثبات الموقف الأمريكي إزاء قضية الصحراء المغربية، جدد السيناتور الأمريكي البارز ماركو روبيو تأكيده على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وذلك في تصريح أعادت نشره الصفحة الرسمية للمستشار الأمريكي الأول لشؤون إفريقيا على منصة “إكس” يوم 18 أبريل 2025.
هذا التصريح، الذي يأتي في سياق إقليمي ودولي متغير، لا يعد معزولا عن سلسلة من المواقف الأمريكية المؤيدة لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، والتي وصفتها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب بأنها “جادة وواقعية وذات مصداقية”.
ورغم تغير الإدارات، لم تسجل واشنطن أي تراجع رسمي عن هذا الموقف، بل إن تصريحات شخصيات بارزة في الكونغرس، من بينها ماركو روبيو، تؤكد أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أصبح جزءا من سياسة طويلة الأمد، لا ترتبط فقط بالإدارات الرئاسية بل أيضا بالدعم البرلماني الأمريكي المتزايد للموقف المغربي.
تصريحات روبيو لا تخاطب فقط المغرب وشعوب المنطقة، بل تحمل رسائل واضحة للفاعلين الإقليميين والدوليين، خصوصا الجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو الانفصالية.
كما تأتي في وقت تسعى فيه بعض الأطراف إلى إعادة إحياء المسارات البالية التي تجاوزها الواقع الميداني والسياسي، خصوصا في ظل افتتاح أكثر من 30 قنصلية أجنبية في مدينتي العيون والداخلة، من ضمنها دول إفريقية وعربية وكاريبية.
هذا الموقف الأمريكي يتقاطع أيضا مع الدينامية القوية التي تعرفها العلاقات الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو العسكري. فالمغرب يعد شريكا استراتيجيا لواشنطن في شمال إفريقيا، ويضطلع بدور محوري في محاربة الإرهاب، ومكافحة شبكات التهريب والهجرة غير الشرعية، فضلا عن كونه بوابة نحو إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي هذا السياق، يمكن اعتبار تصريح روبيو بمثابة تثبيت سياسي ودبلوماسي للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وتأكيدا على أن الدعم لسيادة المغرب على صحرائه تجاوز الطابع الظرفي، وأصبح جزءا من رؤية استراتيجية طويلة الأمد.
