(أ ف ب) – طالت الأزمة الدبلوماسية الحادة بين الرباط والجزائر ميدان الرياضة فتسببت في غياب المنتخب المغربي لكرة القدم عن بطولة أمم إفريقيا للمحليين في الجزائر، على خلفية إغلاق الأخيرة مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية.
وغادر لاعبو المنتخب المغربي ظهر الجمعة مطار الرباط سلا على متن حافلة، وفق ما أفاد صحافي وكالة فرانس برس، بعد أن بقيت طائرتهم تنتظر منذ الصباح الحصول على ترخيص لدخول الأجواء الجزائرية.
ورهن الاتحاد المغربي لكرة القدم مشاركته في البطولة بالسفر في رحلة مباشرة إلى مدينة قسنطينة الجزائرية على متن طائرة مغربية.
وأغلقت الجزائر مجالها الجوي منذ 22 سبتمبر 2021 أمام كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط.
وقال رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع في تصريح لصحافيين في مطار الرباط سلا “حرمان هؤلاء الشباب من المشاركة في تظاهرة رياضية استعدوا لها بكل جدية منذ ستة أشهر، أمر مؤسف جدا”.
وقال رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) باتريس موتسيبي لصحافيين “هذا محزن، كنت أريد أن أرى المغرب في الجزائر وأن يمثل هؤلاء الشباب الشعب المغربي وإفريقيا عموما”.
وأضاف “أمضيت الأيام الماضية في عمل كل ما بوسعي من خلال محادثات مع الحكومة الجزائرية” لمعالجة المشكلة.
– “مسألة سيادية” –
وأوضح موتسيبي الذي كان موجودا في المطار، “قلت للحكومة الجزائرية اسمحوا لهم بالمجيء، لكنهم قالوا إنها مسألة سيادية”.
وتزامن وجود أعضاء المنتخب المغربي في القاعة الشرقية لمطار سلا مع وصول موتسيبي، إلى جانب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو، الى المطار لحضور قرعة بطولة العالم للأندية التي تقام في المغرب بين الأول و11 فبراير.
وكانا قادمين من الجزائر حيث حضرا الخميس افتتاح ملعب جديد يحتضن منافسات كأس أمم إفريقيا للمحليين التي تنطلق الجمعة وتستمر حتى الرابع من فبراير.
والمغرب هو حامل لقب النسختين الأخيرتين عام 2018 على أرضه و2020 في الكاميرون.
وتجمّع لاعبو المنتخب وطاقمه التقني في المطار حيث كان يفترض أن يتوجهوا إلى الجزائر صباحاً، وفق ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية المغربية وكالة فرانس برس ليل الخميس.
وجاء ذلك بعد ساعات من بيان للاتحاد المغربي لكرة القدم يفيد بغياب “أسود الأطلس” عن البطولة بسبب إغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية.
وأوضح الاتحاد في بيان صباح الخميس أنه بعث بطلب الى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) في 22 ديسمبر للحصول على ترخيص لرحلة جوية مباشرة إلى مدينة قسنطينة الجزائرية، مؤكدا أن هذا الطلب “قُبل من حيث المبدأ”، لكن من دون الحصول على ترخيص نهائي.
ولم يتسنّ الحصول على تأكيد من السلطات الجزائرية حول كل هذا.
وتشهد علاقات البلدين توترا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية التي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أرضه.
وزاد التوتر بينهما عندما أعلنت الجزائر في غشت الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، متهمة إياها “بارتكاب أعمال عدائية (…) منذ استقلال الجزائر” في 1962.
من جهة أخرى، انتقدت الجزائر تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل برعاية أميركية. ونصّ اتفاق التطبيع الذي أعلن في أواخر العام 2020، أيضا على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الصحراء الغربية.
وتقترح المملكة التي تسيطر على نحو 80 بالمئة من المنطقة المتنازع عليها التفاوض حول منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها.
في حين تطالب جبهة بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة.