بقلم أمين سامي *
لا يخفى عليكم أنه ونحن نعيش اليوم مرحلة جد مهمة في تاريخ المغرب عامة من خلال إعداد نموذج تنموي جديد لمغرب الغد بصفة عامة.
أن المتتبع للشأن العام للمغرب بصفة عامة و الشأن المحلي الخاص لمدينة وزان بصفة خاصة يدعوني و أدعوكم للتفكير سويا عن أي نموذج تنموي جديد نريده لإقليم وزان؟ أو بمعنى أصح و بطريقة دارجية يجب الإجابة عن 3 أسئلة جوهرية و أساسية وهي :
1. منين غادي نجيبو لفلوس ؟
2.وفين غادي نصرفو هاد الفلوس ؟
3. وكيفاش غادي نصرفوها و يكون ليها أثر اجتماعي واقتصادي على المواطن و الساكنة؟
إن وزان حباها الله بموقع استراتيجي ممتاز مفتوح على عدة مدارات مهمة فهي تعتبر القلب و المدخل لبوابة الشمال، وبالتالي فهي مدينة ضاربة في التاريخ تتميز بعدة خصائص طبيعية و اقتصادية بامتياز. فهي تتميز بمناظر طبيعية خلابة منها البحيار، جبل بوهلال ،جبل بوعقيقة، جبل حجر بني عيش، سد الوحدة، سد واد المخازن، المدينة العتيقة، الزاوية الوزانية، زيت الزيتون، الخرقة الوزانية،…. والكثير من الأمور.
كل هاته الأمور يمكن أن تشكل اقتصاد اخضر مستدام يسمح بإنتاج الثروة و تعزيز الاقتصاد المحلي. فلناخذ على سبيل المثال مدينة شفشاون فهي اولا مدينة لها هوية بصرية اي عندما تبحث عن مدينة شفشاون في موقع Google يظهر لك انها المدينة الزرقاء و بالتالي استطاعت أن تخلق لنفسها هوية بصرية معروفة على الصعيد الدولي و العالمي وهنا علينا أن نوظف نظام المقارنة المرجعية système bechmarking اي ان نقوم بدراسة مدينة شفشاون على سبيل المثال و كيف استطاعت أن تخلق لنفسها هوية بصرية موظفة الألوان و التاريخ و العمران واستطاعت أن تمزج بينهم من أجل خلق نموذج موحد هو المدينة الزرقاء، وتطوان على سبيل المثال معروفة بالمدينة البيضاء و لأن أغلب المنازل والدور باللون الأبيض موظفة الطابع الأندلسي والموريسكي في العمران و هنا يجب على وزان خلق هوية بصرية ترابية من أجل تعزيز تنافسيتها الترابية كوجهة سياحية مثل باقي المدن السياحية الشمالية. فاللون الأخضر أو لون زيت الزيتون الوزاني يمكن أن يشكل هوية بصرية للمدينة ويجعلها تصنف ضمن المدينة الخضراء المستدامة لما تتوفر عليه من مؤهلات طبيعية تجعلها تصنف ضمن المدن المستدامة، كما يعتبر البحيار منطقة رطبة يجب المحافظة عليها وايلائها عناية خاصة، خاصة أن المناطق الرطبة يمكن أن تكون مورد مهم في التنمية وفي هذا الإطار يمكن العمل سويا من خلال الترافع على جعل البحيار ضمن لائحة رامسار للمناطق الرطبة وبالتالي يتم تثمينه، كما يمكن الاستفادة من تجربة دبي في المناطق الرطبة و كيف تم توظيفها في خلق التنمية المحلية.
وهناك الكثير مما يمكن تطويره والاستفادة منه، في جعل وزان قاطرة للتنمية وخاصة أن الإقليم له مؤهلات مهمة يمكن أن تخلق اقتصاد محلي قوي، فمدينة وزان عرفت عدة مبادرات مهمة كان لها وقع نوعا ما منها ” مبادرة كن وزاني” ومبادرة المنتدى الدولي للمدن العتيقة، الا انه ما يجب هو توحيد الرؤية وتوحيد العمل و إشراك المواطن في صلب التنمية كي يكون مشاركا ومساهما في بناء وزان المدينة الخضراء المستدامة فوزان مدينة بيئية وسياحية ودينية وفلاحية بامتياز فالنموذج التنموي المحلي يجب أن يرتكز على هاته المجالات الاستراتيجية الأربع لخلق تنمية حقيقية
*إعداد : أمين سامي استشاري في التخطيط الاستراتيجي للمنظمات غير الحكومية