بعد أكثر من 50 سنة على جلاء المستعمر الفرنسي، ورغم الثروات التي لا تعد ولا تحصى، مازال المواطن الجزائري البسيط يبحث عن سكن لائق ولقمة عيش كريمة ولو في القمامات والمزابل.
فساد نظام الجنرالات والمآسي التي تسبب فيها منذ انقلاب هواي بومدين وسرقة ثمار الاستقلال من طرف مؤسسة الجيش، تكشفه بكل جلاء حياة هذا المواطن الفقير الذي اختار مكرها البحث عن لقمة عيش، ممزوجة بالذل والهوان، وسط ركام الأزبال وفي قمامات مدينة باتنة.
ويقضي السيد أحمد، المعروف بـ”بشيش” يومه متنقلا بين شوارع وأزقة مدينة باتنة الجزائرية، لكسب رزقه من قمامات الأزبال رغم انه تجاوز الستين من عمره.
يوميات “بيشيش”، الذي يلخص مأساة شعب بأكمله، تعتبر دليلا واضحا لفشل نظام الجنرالات في الجزائر، وفساد السياسات اللاشعبية المتبعة منذ الاستقلال، في ظل النهب والسرقة والفساد الذي طبع حكم الطغمة العسكرية المتسلطة والمتحكمة في رقاب البلاد والعباد، مستفيدة من ريع النفط والغاز الذي توزعه فيما بينها وعلى المقربين منها بالإضافة إلى ما يتم صرفه بإسراف على انفصاليي البوليزاريو وكل الانتهازيين والمرتزقة الداعمين لهم والمساندين لأسطوانتهم المشروخة، التي تعاكس مصالح المغرب وتسعى إلى عرقلة مسيرته التنموية والوقوف حجرة عثرة أمام عجلة بناء الاتحاد المغاربي.
شريط الفيديو، الذي تم نشره بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي، يحكي معاناة “بيشيش” مع شظف العيش وقلة ذات اليد، حيث يستقر، منذ 7 سنوات رفقة زوجته، في بيت مهجور يصفه بـ”القبر”.
ويعتبر”بيشيش” حياته بمثابة “موت” كمثل من يعيش تحت الأرض، مفضلا الموت على الاستمرار في العيش على هذه الحالة.
إن “أقصى ما يحلم به “بيشيش”، هو الحصول على مأوى لائق يستطيع أن يعيش فيه بكرامة رفقة زوجته.