عبر عدد من أعضاء فدرالية اليسار الديمقراطي، عن استيائهم من المسار الذي تتخده عملية الإعداد للانتخابات المقبلة، المرتقبة هذه السنة، على مستوى الهيئة التنفيذية.
وأفاد مصدر جد مطلع لموقع “الأول”، أن الاستعدادات للاستحقاقات القادمة جد بطيئة في هذه المرحلة، التي كان حريا بقيادة الفدرالية أن تكون قد حسمت في عدد من النقاط خصوصا على مستوى الحملة والشعارات التي سترفع وتقسيم اللوائح.
كما شدد ذات المصدر، على أن من بين مظاهر “التخبط” الذي تعرفه فدرالية اليسار، هو قرار البرلماني عمر بلافريج، عدم الترشح في الانتخابات المقبلة، والذي حسب نفس المصدر، سببه تعاطي قيادة الاشتراكي الموحد، أحد مكونات الفدرالية، مع قرار الإندماج، خصوصا في اجتماع انعقد مؤخرا، جمع الأمناء العامين للأحزاب الثلاثة المكونة للفدرالية (حزب الاشتراكي الموحد، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي) الذي طرحت فيه منيب منسقة الفدرالية الحسم في نقاط تؤطرها قرارات الهيئات التقريرية من بينها اللوائح المحلية.
وفي هذا السياق، وصف مصطفى الشناوي، البرلماني، الوضعية التنظيمية والتواصلية داخل الفدرالية وخصوصا داخل الاشتراكي الموحد بـ”العبث”.
الشناوي في مراسلة داخلية تحصل “الأول” على نسخة منها، قال بأن نبيلة منيب، الأمينة العامة للاشتراكي الموحد، ومنسقة الفدرالية ومنسقة لجنة العلاقات مع البرلمانيين ومتابعة عملهم، أخبرت هؤلاء البرلمانيين المعنيين بالقوانين الانتخابية، باجتماع سيخصص للتداول في مقترحات الفدرالية اليوم الإثنين على الساعة 5 مساء، في أقل من 24 ساعة على آخر أجل لوضع التعديلات على عدة قوانين.
وقال الشناوي “ومع من الاجتماع مع رفاقنا في لجنة الانتخابات بعد أن ناقش كبار القوم الأمناء الذين لن يحضروا معنا، وقرروا ما سيتفضلون به علينا من تعديلات، يجب علينا أن نقدمها باسمهم بالطاعة و لو أننا لم نفهم سياقها ولا أسبابها ولم نساهم في نقاشها و بلورتها، أليس هذا عبث؟”.
وتابع برلماني فدرالية اليسار “الأمينة العامة/والمنسقة لهيئتين لم تكلف نفسها بالتواصل مع هؤلاء البرلمانيين شخصيا وهذه مسؤوليتها بالصفتين. وللتذكير فهي التي لها الصلاحية لدعوة الأمناء العامين للاجتماع وكل عضو ترتئي هي حضوره للاجتماع ارتباطا بالموضوع الذي سيناقش”.
واعتبر الشناوي أن الفدرالية ليس لديها إلا نائبين اثنين وحيدين “يجتهدان ويعانيان لأنهما يحاربان من القريب ويشيد بهم البعيد”، مضيفا، “ولكن وبالرغم من قلة عددهم لم تتصل الرفيقة الأمينة العامة بنا بصفتها منسقة سواء مباشرة عبر الهاتف أو عبر الإميل الشخصي أو عبر الواتساب الشخصي أو عبر المسنجر الشخصي أو أي وسيط اجتماعي خاص على الأقل، بل خاطبتنا بشكل غير مباشر كبرلمانيين وبدون ذكر أسمائنا من خلال نشر تدوينات في المجموعات والكلام مع الجميع في الواتساب العام في عدة مجموعات!! أليست هذه كذلك قمة من قمم العبث؟”.
الشناوي الذي عبر ما من مرة داخليا عن عدم رضاه على المسار الذي تميل له قيادة الاشتراكي الموحد بخصوص الاندماج، وصف تعامل نبيلة منيب بـ”الرديئ”، معتبرا أن الدعوة للاجتماع بالرباط على الساعة الخامسة بعد زوال اليوم الإثنين، وصياغة التعديلات، “التي تفضلت بها الأمينة العامة المنسقة والأمناء العامون وذلك طوال الليل ثم تصحيحها وإرسالها للرفيق عمر للاتفاق بشأنها وخصوصا بشأن دفوعات وتفسيرات التعديلات ثم طبعها… قبل تقديمها لمكتب لجنة الداخلية قبل 12 زوالا !!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟ أليس هذا أيضا عبث وهناك من يدعي الحداثة ؟”.
مضيفا، “مع العلم أن هاته القوانين قد تقدمت بها الحكومة منذ 11 فبراير!!!!! لماذا هذا التعامل الرديئ ؟”، ليتسائل “من المسؤول عن كل هذا العبث ؟ واضح جدا من المسؤول” .
وبلغة شديدة اللهجة، قال الشناوي “هنا أذكر مرة أخرى بأننا لسنا سعاة بريد، مع احترامي لسعاة البريد ولمهنتهم الشريفة، ولسنا “دراري كنديو الخبز الفران ” إننا مناضلون قبل أن يكون من يدعي اليوم أنه مناضل”.
وتابع، “لا يمكننا إلا أن نلتزم بالدفاع عن مبادئ حزبنا ومبادئ فيدرالية اليسار الديمقراطي، ولا يمكن لنا أن نتجاوزها سواء تعلق الأمر بالقوانين الانتخابية أو بغيرها وسنظل دوما نتصرف بناء عليها”.
عن جريدة الأول