منذ مدة غير يسيرة وورثة بوخروبة من عجزة الجنرالات المتصابين وهم يخبطون خبط عشواء.. لقد فقدوا كل بوصلة في الداخل كما في الخارج، خاصة وأن الحراك الشعبي أصبح يتململ من جديد بعد لحظة كمون بسبب وباء كورونا.. لم تعد أوهام التماسك الداخلي حول الجيش الشعبي الوطني قادرة على ملء بطون الجزائريين ولا إيجاد شغل للعاطلين منهم، وهم يرون بأم أعينهم كيف تنهب ثرواتهم وتبعثر شمالا ويمينا في غير أوجه صرفها على قضايا خاسرة تغذي جيوب وأرصدة الجنرالات الشيوخ الذين يستديمون الأزمة ويعيشون من ريع صفقات الأسلحة التي لا يحتاجها الشعب الجزائري الذي يريد الكرامة والحرية والديمقراطية..
انكشفت أسطوانة الحكام الفعليين للجزائر خارج عرائس الدمى من رئيس وحكومة وبرلمان أغلب أعضائه موجهون عن بعد.. أما الموز الذي لجأت اليه الحكومة.. فلن يشبع البطون الجائعة ولن يداوي مرضى الجزائر.. ولن يسع عجز ميزانية ظلت مثل بقرة حلوب بيد الجنرالات المعجزة الذين يريدون التحكم في رقاب البلاد والعباد بشكل أبدى.. أما خرافة العدو الغري التقليدي.. فلم يعد يصدقها الجزائريون الذين ردوا بقوة على المستوى المنحط الذي وصل إليه حكام الجزائر ويكفي أنهم رفعوا شعار.. خاوة خاوة، مع أشقائهم المغاربة ودافع العديد منهم عن الملك محمد السادس حتى كدنا نقول إنهم أصبحوا ملكيين أكثر منا..
نحن الذين التحمت الملكية بدمنا وجلدنا وصارت الهواء الضروري للعيش على هذه الأرض الطيبة.. يعرفون أن المغرب له أولويات غير نصب العداء للأشقاء الجزائريين، له أهداف الدفاع عن وحدته الترابية وتجاوز تداعيات أزمة كورونا.. وجلب الاستثمار وخلق فرص الشغل للفائدة الشباب ولا يصرف الملايير على بوليساريو ولا لشراء ذمم قادة دول فقيرة لتوظيفها ضد الجزائر..
المغرب قفز خطوات إلى الأمام.. ونجاحاته لم يستهدف بها الشعب الجزائري الشقيق ولا ذكر الجارة بالسوء.. على العكس من ذلك تحاشت المملكة حتى في أشد لحظات أزمتها إبان الحراك الشعب الجزائري أن تتدخل في الشأن الداخلي تم منع برنامج تلفزيوني مباشر خصص لمناقشة ما يقع في الجزائر وتعرض وزير سابق ورئيس الباطرونا لتأديب شديد وقاس.. حتى لا يقال إن المغرب يتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر.. لكن بالمقابل.. لم يجد عجزة الجنرالات المتصابين إلا جلد المغرب ليصنع منه طبول الحرب.. وملكه دمية للضحك السخيف.. إنها قمة النذالة السياسية التي تعكس أزمة الحكم في الجزائر..
نحن نعرف أن الملك محمد السادس أوخز جنرلات الجزائر وأن فراسته واستراتيجيته سددت ضربات موجعة لجنرالات حلوف بومدين.. ولكننا ندعو لهم بالشفاء للخروج من حالة الهستيريا.. اللهم امين.