فيدرالية اليسار… والانتخابات القادمة…

بقلم: حميد باجو*

موعد الانتخابات يقترب… وهذه الاخيرة تبدو وكأنها غير معنية او ما هياش هنا…فلو كان للفيدرالية موقف المقاطعة… لقلنا ان الأمر منطقي وعادي… لكن وهي التي حسمت أمر المشاركة من زمان … وجعلت من الانتخابات احد ادواتها الأساسية لممارسة السياسة… فالأمر يبقى غير مفهوم…أن التقديرات المتعلقة بالانتخابات القادمة… يذهب جلها… إلى انه وبجانب ضعف نسبة المشاركة… ربما حتى اقل من الانتخابات السابقة..37%..

ان يكون هناك تصويت عقابي واسع ضد حزب العدالة والتنمية.. من بين الذين سبق وان صوتوا له…وان كل الأحزاب الاخرى هي اليوم تتسابق لاستقطابهم او أخذ نصيبها من اصواتهم…

في الوقت الذي تبقى فيدرالية اليسار غائبة… مع العلم ان هناك حظوظ كثيرة… لان يصوت جزء كبير من هؤلاء لصالحها… خاصة وانهم كانوا قد صوتوا على العدالة عن اختيار… وليس كزبائن ايديولوجيين او اصحاب مصلحة… وبالتالي امكانية ان تحسن من مستوى تمثيليتها سواء داخل البرلمان او في الهيئات الاخرى المحلية…فلماذا الفيدرالية هي غائبة اليوم..!!؟؟

قد يكون السبب الرئيسي هو تعثر احزابها الثلاث في تحقيق الاندماج… والتفاوت في التقدير بهذا الشأن بين مناضليهم…وهو ما احدث نوع من الفتور في العلاقة والتنسيق بينهم…

ما يعرفه الجميع في هذا الأمر… ان الأكثر تحمسا لتحقيق الاندماج… هو حزب المؤتمر… بجانب قدماء الاتحاديين داخل الاشتراكي الموحد نفسه… مثل الساسي وبلافريج… وكذلك تيار اليسار المواطن من داخل نفس الحزب او بعض قدماء التيار القاعدي…بينما الاكثر ترددا هم الاغلبية من هذا الحزب من قدماء منظمة العمل الديمقراطي الشعبي…

بينما يقف حزب الطليعة في الوسط بين هذين الموقفين…

هؤلاء المتحمسون … خاصة من قدماء الاتحاد… كان قد راج بينهم سابقا… امكانية ان يعمدوا الى تطوير التنسيق ولو بينهم فقط… مع الانفتاح على قدماء الاتحاد الآخرين من تيار البديل التقدمي او اصدقاء الزايدي سابقا… في انتظار ان تنضج القناعة لدى المعارضين للاندماج الآني…

غير أن السؤال الذي يطرح هنا… هل يمكن التفريط في الفيدرالية كإطار راكم الكثير لحد الآن… والسير قدما ولو بدون المترددين من داخل الإشتراكي الموحد…

ام ضروري انتظار حتى يقتنع الجميع… حتى ولو اقتضى الأمر التضحية بالامكانيات الايجابية التي قد توفرها الانتخابات لصالح اليسار في هذه الظرفية الجديدة المتميزة…؟؟؟

سؤال ليس سهلا الإجابة عنه…

وإن كنت ارى من موقعي مثلا…كمناضل يجد نفسه سياسيا داخل الفيدرالية… لو ان يبادر حزب المؤتمر مثلا… الى الانفتاح على المناضلين وقدماء الاتحاديين الآخرين ممن هم اليوم خارج الفيدرالية … وايجاد طريقة لادماجهم داخله… مع الحفاظ في نفس الوقت على علاقاته ضمن الفيدرالية….

*فاعل سياسي وجمعوي

مقالات ذات الصلة

1 ديسمبر 2022

هل ستحجز وزان موقعها داخل الأيام 16 العالمية لمناهضة العنف ضد النساء ؟

23 يوليو 2022

الاشكالات القانونية للرقابة الادارية على مقررات المجلس وقرارات الرئيس على ضوء القانون التنظيمي للجماعات 113.14

20 يوليو 2022

التنمية الترابية بين الواقع والنظرة المستقبلية

7 يونيو 2022

أهم التحديات المستقبلية : تحدي التعقيد