من المقرر أن تستأنف، يوم غد الثلاثاء، جلسات الجولة الثانية من الحوار الليبي بمشاركة ممثلين عن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ومجلس النواب، وذلك بعد تعذر انعقادها أمس الأحد، بسبب “تضارب في أجندة طرفي الأزمة”، فيما قالت وكالة «سبوتنيك» الروسية، وفقا لمصادرها، إن تأجيل الاجتماعات جاء بسبب خلاف على تشكيلة الوفود التي ستذهب للمشاركة في استكمال المشاورات.
ومن المقرر أن يركز الطرفان، خلال هذه المحادثات، جهودهما للتوصل إلى اتفاق نهائي حول المناصب السيادية السبعة في البلاد.
وحسب مصادر مطلعة، فإن الهدف من لقاء بوزنيقة الثاني هو تحقيق التوافق لتوحيد مؤسسات الدولة الليبية في شرق البلاد وغربها، وتشكيل حكومة كفاءات وإعادة هيكلة المجلس الرئاسي، وتتويج ذلك بالتوقيع على ما جرى الاتفاق عليه في لقاء بوزنيقة الأول.
ويرى العديد من المراقبين أن قرار فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، التخلي عن مهامه نهاية أكتوبر المقبل، سهل المأمورية على الطرفين المتفاوضين.
وعلاقة بالموضوع، قالت ستيفاني ويليامز، الممثلة الخاصة للأمين العام ومبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالنيابة، إن زيارتها للمغرب نهاية الشهر الماضي “كانت جيدة جدًا”، مشيرة، في تصريحات صحافية، إلى أنها “على اتصال مستمر” مع ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومسؤولين آخرين في الحكومة المغربية.
وأكدت ويليامز، أن هذه “المحادثات تركز بشكل أساسي على المادة 15 من الاتفاق السياسي الليبي”، التي قالت إنها تتمحور حول المناصب السيادية.
وأوضحت المتحدثة أن المباحثات ركزت على المؤهلات المطلوبة في الأشخاص، وأن التوصيات ستقدم أمام منتدى الحوار السياسي الليبي من أجل دراستها؛ وأنه لن يدور أي نقاش حول اسم معين، قبل أن تستدرك قائلة “علينا الابتعاد جميعا عن فكرة أن هذه التجمعات مجرد فرصة لتوزيع قطع الكعكة. فليس هذا هو الغرض حسب ما فهمت من مسؤولين في المملكة المغربية، وأن هناك رغبة لجمع خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي معا للموافقة على الاتفاق الذي أبرم بين اللجنتين والتوقيع عليه”.
وختمت ويليامز كلامها عن محادثات بوزنيقة، بالقول: “أنا أدعم ذلك. أدعم الجهود التي تسعى لتحقيق العملية التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تصب في مصلحة المجلسين”.
وكانت ويليامز، خلال زيارتها للمغرب، في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية ومع الشركاء الإقليميين والدوليين بغية إيجاد حل للأزمة الليبية، قد قالت إن “المغرب يقدم دعما ثابتا ومتواصلا لجهود الأمم المتحدة في ليبيا”.
وأعربت ويليامز، في مؤتمر صحفي عقب مباحثاتها مع بوريطة، عن شكرها للمملكة المغربية وكذا لجلالة الملك محمد السادس، على دعمه الثابت والمتواصل لجهود الأمم المتحدة في ليبيا