بسبب إفراطه في شرب الخمر أصبح خادم الجنرالات تبون يتخيل نفسه حاملا سيف النهضة الذي سيجعل الجزائر تتقدم نحو الازدهار لكن خطواته وخططه وقراراته قد تعيد الجزائر إلى قرون مضت وقد تجعلها دولة منهكة ترمم ما حاولت أن تقفز فوقه دون خطط واقعية فقد جلس يعدد الإنجازات في حواراته الإعلامية قبل أن يباشر في تنفيذ رؤيته التي ربطها بشكل وثيق باسترجاع الملايير التي سرقها الجنرالات فهو الوحيد الذي يعرف مكانها….
ويمكن للمتتبع لتصريحات تبون وخرجاته الإعلامية أن يلاحظ أن عملية تنمية الجزائر ليست صعبة فيكفيك مثلا أن تقول لناس أنك تفكر ببناء أكبر مطار وتطور صناعة الأسلحة وتنشئ أكبر المدن السياحية والجزائر تملك أقوى الشركات وأقوى البنوك حتى تصبح لك رؤية وتكون واثق من نفسك ثم تلصق أسفل ظهرك جيدا بكرسي الرئاسة ثم لن تجد حرجا وقتها في إعلان التخلي عن المشاريع لأن الرؤية كانت منعدمة وهذا ما يريد فعله كلب الجنرالات فتجربة تبون لا تختلف في كثير من تفاصيلها عن تجربة بومدين أو بوتفليقة وغيرهما في الجزائر ممن تُسلّمهم الدولة جميع الإمكانيات ويستغلونها في بيع الوهم وتحشيد الناس وإقامة حفلات للمبايعة والولاء إذ ترفع شعارات ولافتات تنادي بوضع حد لدولة العميقة كما يعِدون بدولة فيها طرقات وإضاءة وشوارع ومجارٍ حقيقية وجامعات وصناعة وكل ما يحلم به المواطن البسيط دون أن يذكروا أن الدولة العميقة هذه أسسها هم من وضعوهم في الحكم وطبعا دون أن يقتربوا من الحديث عن السياسة وتأسيس نظام حكم عادل وديمقراطي وما يرتبط به لأن الجنرالات لا يحبون مثل هذه الكلمات حتى ولو كانت فقط لترويض القطيع لذلك تبون يتبع سياسة اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك أصحاب الأصابع الزرقاء.