عُذر أقبح من ذنب” و”دعاية ساذجة”، يُكذبها النص الرسمي للاتفاق، هكذا وصف محللان فلسطينيّان التبريرات التي ساقتها الإمارات لإقدامها على إعلان التطبيع الكامل مع إسرائيل.
وادّعى محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي أنّ خطوته للتطبيع جاءت مقابل تخلّي الأخيرة عن خطة ضم أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة والأغوار الفلسطينية.
والخميس، أعلنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والإمارات العربية، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب، في اتفاق يعد الأول بين دولة خليجية وإسرائيل.
جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته الدول الثلاث، ونشره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه على موقع “تويتر”.
وأشاد كل من الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالاتفاق، ووصفه كلّ منهما بأنه “تاريخي”.
في المقابل، قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني رسمي وفصائلي واسع، وحملت بيانات صادرة عن الرئاسة الفلسطينية والفصائل لهجة انتقاد حادة لدولة الإمارات، معتبرة اتفاقها مع إسرائيل “طعنة” في خاصرة الشعب الفلسطيني، و”خيانة للقدس والأقصى”.
كما أعلنت كل من مصر والبحرين ترحيبهما بإعلان اتفاق التطبيع العلني الإسرائيلي الإماراتي.
**تعليق لا إيقاف
وبالرغم من إعلان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان أن الاتفاق تضمن “إيقاف” خطة “الضم” الإسرائيلية مقابل تدشين علاقات ثنائية بين بلاده وإسرائيل، إلا أن البيان الرسمي للاتفاق نصّ على “تعليق” إسرائيل إعلان السيادة على المناطق المحددة (من الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية)، وليس إلغائه.
وأعلنت إسرائيل، سابقاً، اعتزامها ضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار لسيادتها اعتباراً من الأول من يوليو/ تموز الماضي، إلا أنها أرجأت تنفيذ مخططها لأسباب غير معلومة.
بدوره، وصف الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر، التبرير الإماراتي للاتفاق بأنه “عذر أقبح من ذنب”.
وفي حديث للأناضول، اعتبر “أبو عامر” أن الإمارات تتخذ من هذا التبرير “ورقة توت” تحاول ستر عورتها بها وموقفها المتواطئ مع إسرائيل.
ورأى أن الرواية الإماراتية “غير مقنعة”، وقال: “لم تعارض الإمارات مشروع الضم الإسرائيلي من الأساس حتى تقايض خطوتها تلك(التطبيع الكامل) بإيقافه”.