قالت مصادر إعلامية إسبانية أن عشرات القوارب وصلت إلى السواحل الإسبانية وعلى متنها أكثر من 400 من المهاجرين غير الشرعيين من الجزائر خلال أقل من أربع وعشرين ساعة. وتداولت الصفحات الجزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لشباب كانوا على متن القوارب التي حملتهم من الجزائر نحو الأراضي الإسبانية وفي أحد الفيديوهات ظهر شباب وهم يغنون عندما لاحت أمامهم اليابسة، وراحوا يذكرون المدن التي جاءوا منها، ويقولون إنهم حققوا حلمهم أخيرا.
وقالت صحيفة “البايس” الإسبانية أن 31 قاربا وصلوا إلى منطقة مورسيا على متتها 418 مهاجرا غير شرعي، فيما استقبلت أليكانتي 12 قارباً على متنها 79 شخصاً خلال 24 ساعة، ليلة الجمعة والسبت الماضي.
وذكر تلفزيون ” القناة 7″ المحلي في مورسيا إن عددا كبيرا من هؤلاء المهاجرين جاؤوا من الجزائر وأن بينهم نساء وأطفال.
من جهتها قالت صحيفة « فريداد » الإسبانية إن الأمر يتعلق بالموجة الأكثر كثافة التي عرفتها إسبانيا، وقدرت العدد بـ 454 مهاجر غير شرعي وصلوا إسبانيا خلال 24 ساعة، تم التحفظ عليهم من قبل السلطات الإسبانية وأخضعوا لفحص طبي، وأن سبعة منهم تبينت إصابتهم بفيروس كورونا، وأنه تم الإبقاء عليهم بمركز إيواء بالقرب من ميناء اسكومبيريراس، وأن 50 منهم نقلوا إلى مقر مؤسسة سيبايم، علما أن مراكز احتجاز الأجانب الذين يدخلون الأراضي الإسبانية بطريقة غير شرعية تظل مغلقة بسبب جائحة كورونا.
بدوره قال “تلفزيون ارتي في يو” الإسباني إن 186 مهاجرا شرعيا آخر تم القبض عليهم بين منطقتي غرناطة وأليكانت وملقة، وهو عدد يضاف إلى العدد المعلن عنه من طرف صحيفة “فريداد”.
فيما قالت وسائل إعلام إسبانية أن عدد “الحراقة” الجزاتريين بلغ 454 خلال أربع وعشرين ساعة.
وذكرت “البايس” أن هذه الموجة غير مسبوقة، حيث أن في مجموع المهاجرين بلغوا خلال الأسبوع بين 13 يوليو و19 يوليو الماضي بلغ 178 فقط، وأرجعت ذلك إلى الطقس الجيد وهدوء البحر.
واعتبرت الصحيفة الإسبانية أن مغادرة القوارب من سواحل الجزائر والتي ينتهي بها المطاف في إسباتيا سيما في باليراريس ومورسيا وأليكانتي تتزايد منذ عام 2019. وأنه في الوقت الحالي، يمثل الجزائريون 55 ٪ من المهاجرين الذين تم اعتراضهم، بينما في السنوات السابقة لم تتجاوز هذه النسبة 10٪، وفقًا لبيانات وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس). وذكرت أن هذا الطريق الجزائري يثير اهتمام السلطات. وأشارت أن عدم الاستقرار في الجزائر يدفع المزيد والمزيد من الشباب إلى الهجرة.
وأثارت هذه الأخبار جدلا واسعا، وراح الكثيرون يفسرون عودة ظاهرة الهجرة غير الشرعية أو « الحرقة » إلى إسبانيا و أيضا ‘لى إيطاليا بانعدام الأمل عند فئات واسعة من الجزائريين، لم تعد ترى حلا إلا في الهجرة، مهما كلفها ذلك من ثمن، ومهما كانت المخاطر، مذكرين أنه عندما اندلع الحراك الشعبي توقفت ظاهرة الهجرة غير الشرعية، بعد الأمل الذي بثته هذه الثورة الشعبية في النفوس، قبل أن يعود، حسبهم اليأس ليسيطر على فئات واسعة من الجزائريين، فيما اعتبر آخرون أن عودة الهجرة غير الشرعية سببها تغييرات في قانون الهجرة في إسبانيا، وكذا الوضع الذي خلفته جائحة كورونا، التي كانت في بدايتها عاملا كابحا للهجرو غير الشرعية.