شكل تزايد الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي المغربية، ضربة قاصمة لأوهام مرتزقة البوليساريو ومشروعها الانفصالي الذي ترعاه الجزائر منذ عقود خلت وخسرت في سبيل تحقيقه على أرض الواقع ملايير الدولارات.
وفي هذا السياق، كشف تقرير حديث للمعهد الإفريقي للدراسات الأمنية ومقره بريتوريا، أن مسؤوليين جنوب إفريقيين أدلوا بتصريحات “متشائمة” حول الطموح الانفصالي للبوليساريو.
ووفق التقرير ذاته، فإن المسؤولين الجنوب إفريقيين الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، أكدوا أنهم بدأوا يفقدون الأمل في ظل الدعم المتزايد لخطة الحكم الذاتي المغربية، مقابل تواصل تراجع الدعم الدولي للبوليساريو.
وحسب التقرير نفسه، فإلى جانب نجاح المملكة في إبقاء الملف بيد الأمم المتحدة وليس داخل الاتحاد الإفريقي، شكل الاعتراف الفرنسي والإسباني وقبلهما الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء عبر مخطط الحكم الذاتي ضربة قوية لطموح البوليساريو وبخر أحلامها.
ونقل التقرير عن ليزل لوو فودران، المستشارة البارزة للاتحاد الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، قولها أنه “من البارز رؤية كيف نجح المغرب في إبعاد قضية الصحراء عن أجندات الاتحاد الإفريقي”.
واستنادا للتقرير، فقد اعترف محمد يسلم بيسات، المسمى بـ”سفير البوليساريو بالاتحاد الإفريقي”، بفشل البوليساريو في حشد الدعم الدولي.
التقرير شدد على مدى تضاؤل الدعم الإفريقي للبوليساريو بعدما سحبت دول عديدة اعترافها بها في السنوات الأخيرة أو جمدته في انتظار حل النزاع، ولم تبقى غير 22 دولة تعترف بها، وبالمقابل فتحت دول إفريقية عديدة قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة، وهو ما يعني ضمنيا، “الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء”، يضيف التقرير.
ويشار إلى أن تشاد التحقت بركب الدول الإفريقية التي فتحت قنصلية لها بالصحراء المغربية وتحديدا بمدينة الداخلة.
وأشرف ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وعبد الرحمن غلام الله، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتعاون الدولي والتشاديين في الخارج الناطق الرسمي باسم الحكومة في جمهورية تشاد، الأربعاء الماضي، على تدشين القنصلية العامة لجمهورية التشاد بمدينة الداخلة.