عاد اسم قتيل الجيش المصري “أحمد المنسي” للظهور مرة أخرى بعد الأزمة الحادة بين أسرته وشركة الإنتاج التي جسدت قصته في مسلسل “الاختيار”.
فأسرة أحمد المنسي ترى أن جهة إنتاج مسلسل “الاختيار” – وهي شركة سينرجي- تستغل اسمه في عمل دعائي، وهذا ما ترفضه العائلة وفقاً لوصيته، بينما ترى جهة الإنتاج التابعة للقوات المسلحة ومملوكة للمخابرات العامة، أن أحمد المنسي ابن الجيش المصري، والجيش هو الجهة الوحيدة التي يحق لها رواية قصته.
تلك الأزمة بين أسرة المنسي الذي قُتل في سيناء أثناء هجوم عسكري من مسلحين في عام 2017، وبين إدارة إنتاج مسلسل “الاختيار” وصلت إلى المحاكم في مصر.
وبدأت الأزمة حين تفاجأت عائلة أحمد المنسي، بأنباء عن تجسيد حياة ابنهم في مسلسل، وهذا ما أثار حفيظة العائلة خاصة أن المنسي وصى عقب إصابته في الهجوم بعدم استخدام اسمه بشكل دعائي في حال وفاته.
استمر استفزاز شركة الإنتاج لأسرة المنسي، حين تفاجأت العائلة بفريق العمل يُصور في مقهى قريب من منزلهم بمنطقة العاشر من رمضان دون استئذانهم أو حتى إطلاعهم على السيناريو، فقررت التحرك قانونياً ببلاغ للنائب العام في تاريخ 11 ديسمبر العام الماضي.
وقامت أسرة المنسي برفع دعوى مستعجلة لوقف المسلسل، لكن المحكمة حولت القضية للقضاء العادي لعدم الاختصاص، ما يعني أنه لن يُحكم قبل سنتين على الأقل في القضية.
ورغم بث المسلسل، حلقاته الاولى والثانية، أكد محمد المنسي، شقيق أحمد، استمرارهم في رفض المسلسل قطعاً.
وكتب محمد منشور عبر “فيسبوك” قال فيه:” رمضان ٢٠١٧ رمضان ٢٠٢٠، ثلاث سنوات مروا كالدهر مروا بالدموع و الآلام وكل منا يفتقد ضحكتك وابتسامتك لقد كنت لنا الأخ والسند لقد كنت كالسبحة التي انفرطت منها حباتها”.
وأضاف محمد: “ما زلنا على العهد الذى تعاهدنا عليه معك و ما زلنا نذكر كلماتك التى سجلها التاريخ ” انا مع الحق و مصر” كلمات صغتها لنا و اصبحت نبراسا لنا”.
وتحدث محمد عن مسلسل “الاختيار” قائلاً: “إننا الآن مع لحظة فارقة في الطريق الذي سلكناه نحن إخوتك وأصدقائك لمنع هذا العمل الدرامي بكل السبل القانونية لعلك تتساءل عن أي عمل درامي أتحدث؟”. https://www.facebook.com/groups/301533183646000/permalink/884505038682142/
وأعاد محمد سرد التفاصيل كرسالة لشقيقه الراحل، وقال: “سأحكى لك يا أخي من البداية تلك القصة التي بدأت بالإعلان عن العمل الدرامي الذى يتناول حياتك وكنا نظنها مزحة ولكن بمرور الايام المزحة انقلبت جدا وواقعا، و أصبح هناك عملا درامياً يتم ولا تعلم أمنا عنه شيئاً”.
وتابع محمد: “هل تتخيل يا أخي كم القسوة التي أصبح عليها بعض البشر؟ لقد أرادوا أن يتم العمل و لا نعلم عنه شيئا وأصيبت أمنا بكرب وحزن لم تحزنه من قبل، هل تعلم انها تفتقدك و تعلن عن رغبتها في الذهاب إليك انت و أبى بعد ما حدث؟”.
وكشف محمد تفاصيل الدعوى القضائية التي سلكها قائلاً: “”لأننا تربينا جميعاً فى بيت كنت أنت خير مثال له، فقمنا باتخاذ الطريق القانوني وقمنا برفع قضية لوقف هذا العمل، وما زلنا مستمرين في الدعوى القضائية المقامة ضد القائمين على هذا العمل”.
وفضح محمد ممارسات حكومة السيسي لطمس الدعوى قائلاً: ” على الرغم من كل التحديات التي تواجهها أسرتنا من تباطؤ الإجراءات والقرارات، مرة من خلال مكتب النائب العام الذي أحال المذكرة المقدمة إلى النيابة، والتي قامت بدورها باستدعاء الأشخاص المقام ضدهم الدعوى ليس مرة واحدة بل مرتين ولم يحضروا، وهذا له اجراء قانوني يسأل عنه اهل الخبرة من القانونيين”.
وتابع محمد سرد تفاصيل ما حدث داخل أروقة المحكمة: “أما ما حدث داخل قاعة المحكمة والتي من المفترض انها تتبع القضاء المستعجل لسرعة البت في طلبنا بوقف التصوير ، حيث أن شهر رمضان على الأبواب ويجب حسم القضية في أسرع وقت، ولكن كان للقضاء رأي آخر، حيث حكم بأن الدعوى لا تحتاج للقضاء المستعجل وتحول للقضاء العادي اللي طبعا كلنا على علم بانه قد تستغرق القضية سنين للبت فيها على الرغم من أن الدعوى المقدمة مستوفاة لجميع الشروط المنصوص عليها لإقامتها كدعوى مستعجله والموضوع شائك وحرج”.
وكشف محمد كيف وصل بهم الأمر إلى التشكيك في أمومة والدته له، وقال: “هل تعلم يا أخي أن المحامي الخاص بشركة الانتاج المحترم قد شكك في عدم وجود صلة بينك وبين أمنا وأبان في مذكرة دفاعه أن على المحكمة أن تتأكد من أن أحمد صابر محمد على منسى هو نفسه البطل أحمد المنسي الذى ضحى بحياته من أجل هذا الوطن وأهله؟”.
وتابع محمد: “لا تغضب يا أخى فالقادم هو ما يستحق الغضب بعد انتهاء الجلسة عندما ذهب المحامي الخاص بشركة الانتاج يطلب من محامي والدتنا أن يعذره لأنهم طلبوا منه أن يقول هذا “و زى ما انت عارف ده شغل” “ويقوله احنا عند كلامنا وجاهزين ندفع اي فلوس علشان نخلص الموضوع ده”.
وختم محمد: “لا تبكِ يا أخي و لاتدع أبى يبكي، إننا ما زلنا على عهدنا، وإننا لمستمرون فى تلك الدعوى إلى أن يظهر الحق مستمرين في رفضنا للمسلسل”.
وكانت بداية ظهور اسم المنسي في يناير 2017 حين أصيب في كتفه أثناء الهجوم على قسم شرطة العريش.
وفي السابع من يوليو2017 لقي حتفه هو وعشرة جنود آخرين عقب الهجوم الانتحاري الذي وقع على كتيبته فى مدينة رفح على يد مسلحي ولاية سيناء التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
تحول المنسي إلى أيقونة بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب له قبل مصرعه بدقائق يستنجد فيه بقيادته، معلناً أنه لا يزال على قيد الحياة هو أربعة جنود من رجاله، مؤكداً أنهم لن يستسلموا أو يغادروا أماكنهم تاركين المصابين وجثث زملائهم، واختتم حديثه قائلاً: “يا نموت زيهم يا نجيب حقهم”.