في لحظة مهيبة عصية على الفهم و الإدراك، و جو مشحون بالعواطف الإنسانية ، اختلطت ابتسامة اللقاء بدموع الوفاء و ألم الفراق خلال حفل تأبين المرحوم محمد قابا من تنظيم جمعية الشعلة للتربية و الثقافة فرع عين الشق بمسرح بنمسك ، مساء السبت 25 فبراير 2023 بحضور رفاقه و رفيقاته من الوسط المسرحي و الثقافي و التربوي و كل عائلته و معارفه و محبيه و حضر شباب و شابات و أعضاء المكتب الوطني لجمعية الشعلة من مختلف مدن المغرب و التأمت العائلة الشعلوية كعادتها لتخلد ذكرى فقيدنا العزير و تستحضر مناقبه و أفضاله و تضحياته و هو الذي عرفناه طفلا يتلمس خطاه الأولى في كنف الجمعية ثم يافعا يشع حماسا و حيوية… و شابا مهووسا بالفن والإبداع المسرحي، عاشقا للفعل التربوي مع الطفولة و الشباب متميزا بقدرته على استيعاب أفكار و هواجس الشباب و تحويلها لعمل إبداعي تربوي هادف … أمن بالقيمة الحضارية للعمل التطوعي فكان حاضرا في كل المبادرات الإنسانية بمواقفه الجريئة الصادقة رغم كل ما تعرض له من ضغوط و مضايقات ضل صامدا شامخا إلى جانب رفاقه و رفيقاته يبدعون يرسمون البسمة على شفاه الطفولة و يساهمون في تكوين و تأطير الشباب و الدفاع عن قضاياهم العادلة لتتوالى كلمات التأبين التي حملت صورا جميلة عن حياة الفقيد ستضل وشما في ذاكرة كل محبيه وفاء لروحه الطاهرة الزكية ، و وسط صمت رهيب تم عرض شريط حياته يحمل بعضا من أحلامه و طموحه كشاب يعشق الحياة و يبني آمال كبيرة على المستقبل بكل ما يكتنفه من غموض و في النهاية باغته الموت في ريعان شبابه بعد معاناة مريرة مع المرض …و هو الدي كان يدرس بالسنة الثانية ماستر دراسات مسرحية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، حاصل على الإجازة المهنية في المسرح في جامعة الحسن الثاني بن مسيك وطالب في معهد ابداع الطالب بجامعة الحسن الثاني عين الشق ، ليترجل عن صهوة جواده تاركا للجميع أسئلة معلقة ؟؟؟
فارق الحياة وفي قلبه حرقة السؤال دون جواب…… ليختتم الحفل بعرض مسرحية {بوروس} آخر عمل مسرحي له مع فرقة الفن الاصيل للمسرح والسينما ، من تأليف ذ سعد الله عبد المجيد واخراج سامي عبد المجيد .
رحم الله الفقيد محمد قابا و أسكنه فسيح جناته و ألهم أسرته الصغيرة و الكبيرة الصبر و السلوان و لا نقول إلا ما يرضي الله أنا لله و إنا إليه راجعون
