كتب الموقع الاخباري « بانورابوست »، اليوم الثلاثاء، أن منظمة « مراسلون بلا حدود » واصلت في تصنيفها الأخير حول حرية الصحافة، الانخراط في منطق يعود إلى نهاية القرن العشرين، الذي يدافع عن رؤية أحادية وضيقة للحقوق والحريات.
وأبرز الموقع الاخباري، في مقال من توقيع عزيز بوستة، تحت عنوان « Colporters sans Frontières »، أن منظمة « مراسلون بلا حدود » قامت في هذا التقرير الجديد بتصنيف وفقا لمصالح لحظية، أو لأعداء مؤقتين، أو أيضا لمثيري الازعاج . وأشار إلى أن هذا التصنيف يأتي هذا العام في الوقت الذي تتزايد فيه حدة الخلافات بشكل ملحوظ، خاصة في إفريقيا وأوروبا، كما تلجأ وسائل إعلام هذا الطرف او ذاك الى عرض رؤيتها للحقيقة وتصوير العالم كما تراه أو كما تريد أن تراه.
وأشارت الصحيفة، نقلا عن رئيس « مراسلون بلا حدود »، إلى أن هذه المنظمة تقسم العالم على أساس « عدم التناسق بين المجتمعات المنفتحة، من ناحية، والأنظمة الاستبدادية التي تتحكم في وسائل إعلامها ومنصاتها حينما تشن حروب دعائية من ناحية أخرى ». وبالنسبة للكاتب، فإنه إذا كان من « الطبيعي » أن تقوم الدول « المعتدية » بمداراة أفعالها، فإن هذا الأمر لا يقل في شيء عن « صمت وسائل الإعلام في البلدان المستهدفة، وعن الصمت الأكبر لمراسلون بلا حدود في مواجهة هذا التحكم الإعلامي الكبير « .
وبعد أن أشار على سبيل المثال الى توجيه وسائل الإعلام في الدول الأوروبية، لاحظ أنه بمجرد اندلاع النزاع في أوكرانيا ، كان من أولى القرارات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي تعليق بث القناة الاخبارية « روسيا اليوم » ووكالة الانباء « سبوتنيك » ووسائل إعلام روسية، في حين أن منظمة مراسلون بلا حدود لم تحرك ساكنا، بل حولت اهتمامها الى مكان آخر ، نحو مالي على سبيل المثال.
ولاحظ كاتب المقال أنه « عندما قامت حكومة باماكو بتعليق بث إذاعة فرنسا الدولية وقناة فرانس 24 التلفزيونية، صعدت المنظمة غير الحكومية من لهجتها + للتنديد بشدة بهذا القرار الذي يوجه ضربة جديدة للاستقلالية وحرية الاعلام في مالي + »
وفي هذا السياق، تساءل كاتب المقال كيف لـ « منظمة العفو الدولية أمس واليوم، وهيومن رايتس ووتش أمس واليوم أيضا، ومراسلون بلا حدود دائما وأبدا، أن تسمح لنفسها بإصدار أحكام على البلدان وسياستها الإعلامية، وعلى الصحفيين ومواقفهم، وعلى وسائل إعلام ومقارباتها ؟.