بقلم: مصطفى الرابحي*
هزني كما غيري حادث هذا الانشطار . ليتنا أمام حالة ارتجاج قابلة للاستدراك . نحن إزاء عملية تصفية لخارطة طريق سياسية انطلقت منذ صائفة 2002 . والأنكى أن العملية مغلفة بتنطع غريب وعجيب .
يعود لي شريط تاريخ أزمات اليسار الى واقعة الاقتتال الرهيب التي شهدها اجتماع اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ( أواسط الثمانينات) زمن الطفرة الثورية في اليمن الجنوبي . تأجج الخلاف بين الرفاق الذين فضلوا إشهار مسدساتهم تجاه بعضهم .الرفاق القتلى كانوا من خيرة نخب المرحلة بشهادة قاتليهم . الدماء التي سالت في عدن اعتبرها خصوم الاشتراكية العالمية سقوطا للجدل الديمقراطي . طبعا ..يحاول المنتسبون لتاريخ مروءة الالتزام محوها من الشريط باعتبارها سبة و سلوك وضيع لحل الخلافات .
عندنا لم تسقط ارواح في عمارة الماريشال امزيان . الضحية عندنا في الحزب الاشتراكي الموحد هو المروءة الرفاقية التي أسقطها رفاق الموجة العكسية .طاب لأحبابنا تمزيق المقررات والتعاقدات و الالتزامات .
في المشهدين التصفية الأولى اغتالت العشرات من كوادر المنظمة السياسية الزاهرة في عدن . والثانية استهدفت المرجعية السياسية و التنظيمية و القانونية للتنظيم المميز باحترامه لتعاقداته مع منتسبيه و مع حلفائه ومع الرأي العام .
أي التصفيتين أعنف ؟ لافرق بين تصفية و أخرى ..
في سابقة أولى من نوعها نشهد على حدوث انفصال من المربع الأول للقيادة . نعم لم يحدث ذلك في تاريخ الطلاق السياسي داخل الظاهرة الحزبية (التي عاصرناها على الأقل) . نعم لم يحدث أن هرب سائق القطار بالمقطورة فاكا حلقة الارتباط بباقي العربات كيف يمكن أن نلبي دعوته للحاق به ؟
السبق اليساري في اليمن كان الاحتكام الى لعلعة الرصاص . والسبق اليساري عندنا سجلته قائدتنا السياسية بإعلانها الانفصال عن الاحتكام الى القوانين و اتلاف دستور الحزب .
بألم صريح أشفق على ثقتي المخضرمة في المربع الذي فرض الضغط العالي على الدكتورة لكي تنهي اللمة من دون عشاء أخير . رفاق يتلفون دفاترهم السياسية من دون ضمير .
يَعزّ علي حقا أن أكون من الشاهدين على أن يكون تنظيمي مخلا بالعقود أمام حلفائه . وأمام الرأي العام . لذلك لايتحمل تفكيري هذا التصرف المليشياوي كما لو كنا نعايش فريقا من زمن آخر ومن تربة أخرى .
نعم حيّرني أن تنهار نبيلة منيب أمام جنوح فريق يُسقف أفقه عند عنقه . حيّرتني الرفيقة العزيزة وهي التي لا يغادر اسمها حديثي مع أسرتي الصغيرة ومع كل من يصبح علي ويمسي بالخير . اختارت نبيلة أن تنظم مأتما في شهر الأعراس .
في كل الأحوال ، لم تنجح قائدتنا في امتحان توازن الكرسي الأول والباقي تفاصيل ..
في تاريخ الانقلابات عبر التاريخ أغلب المشاركين فيها مغرر بهم وتسلبهم سطحيتهم من النفاذ الى الموقف الموفق . لكن لايعذر أحد بجهله لما أقدم عليه .
حديثي بسيط جدا للذين يستقوون بالرفيق المقاوم محمد بنسعيد . لماذا لاتتركوا رصيد الرجل الذهبي في مقامه ؟ لماذا تفسدوا حكمة الولي الصالح بنحرها في المنحدرات ؟
يقول المغاربة ” إلى هرسوك الوالدين مايجبروك الصالحين “
والمعنى.. عندما تغضب والديك وتنال سخطهما لاداعي للاستنجاد بأولياء الله الصالحين ..
ماعلينا ..
لن أتساءل اليوم عن مشروعية قرارات تشبه الى حد بعيد قطع خط الكهرباء عن المنزل وجيرانه . أتساءل عما إذا كان سحب الشراكة مع الشركاء استفاد مما يسميه الاقتصاديون “دراسة جدوى ” .. لأنه إذا كان الأمر كذلك كيف يمكن لحزب سياسي تطليق مجموعته النيابية ومنظمته الشبيبية وقطاعاته النقابية و امتداداته في الربوع ناهيك عن إغلاق الخط مع الحلفاء ؟ كيف يمكن لقائد في أية بقعة في العالم أن يقنعنا – بهذه المعطيات – أنه على حق ؟
أبدا ..لن أساعد الزلزال . والرحمة على الشاعر الوجداني أحمد بركات .
*فاعل نقابي وسياسي
وجدة في 4 يوليوز 2021