دفع العطش وندرة المياه الجزائريين خلال الأيام الماضية إلى الخروج في مظاهرات تطالب بإيجاد حل لهذه الأزمة المستفحلة في ظل تراجع معدلات تساقط الأمطار السنوية والاستنزاف المتزايد للمياه الجوفية…
وبحسب معطيات رسمية فإن الجزائر تمتلك أقل متوسط سنوي من الماء في شمال إفريقيا ويبلغ العجز السنوي في المياه نحو ملياري متر مكعب فضلاً عن كون البلاد مصنفة ضمن البلدان التي تعاني من نقص في المياه عالميا وتعد العاصمة المدينة الأبرز التي شهدت احتجاجات متكررة خلال الفترة الماضية طالبت بتزويد السكان بماء الشرب وعرفت إعلاميا باسم “احتجاجات العطش” وتدخلت السلطات الأمنية حينها لفض الاحتجاجات السلمية واعتقلت 21 شخصا معظمهم من الشباب وأمام هذا الواقع حذر خبراء من اندلاع أزمة مياه في عدد من المناطق بالجزائر خصوصا في ظل توسع المدن لافتا إلى أن بعض المدن تشكو من مشكلة المياه ونبه الخبراء لتجاهل مشكلة ندرة المياه في الجزائر وأكدوا على ضرورة أن يتم الأخذ بعين الاعتبار مدى وجود الماء من عدمه في بعض المناطق قبل إطلاق مشاريع سكنية لعلية القوم (الجنرالات والمسؤولين) خصوصا أن هذه الإقامات الفاخرة تستهلك 80% من المياه السطحية أو من السدود كما أن مشكلة الماء في الجزائر كانت مطروحة منذ سنوات إلا أنها تفاقمت خلال السنوات الثلاث الأخيرة خصوصا في فصل الصيف حيث ينقطع الماء عن الأسر لأكثر من ثلاثة أشهر وأضافوا أن التغييرات المناخية المتمثلة في الجفاف وقلة الأمطار من بين العوامل التي أدت إلى هذه الأزمة فضلا عن غياب إرادة لدى الجهات المسؤولة لحسن تسيير هذا الملف.