وصف محمد الساسي، تجربة حزب العدالة والتنمية، خلال ولايته الثانية، على رأس الحكومة الحالية بـ”التشخيص العملي للخط البنكيراني بدون بنكيران”.
وقال الساسي في حوار له نشرته صحيفة “الأيام” أن “حزب العدالة والتنمية صمد حتى الآن، ولم ينفجر أو تتطاير أشلاؤه، وذلك لعدة أسباب، ومنها على وجه الخصوص عدم وجود خلافات جوهرية كبرى بين الأطراف المتصارعة في الحزب. تجربة العثماني هي تشخيص عملي للخط البنكيراني بدون بنكيران، وبدون شعبوية بنكيران وقفشاته وهجوماته اللاذعة وتنديده بالتحكم وتدثره بثوب المظلومية واعتماده خطاباً “معارضاً” من موقع رئاسة الحكومة”.
وقال الساسي ان“العثماني كشف عورة التجربة ولم يخف جوهرها خلف خطابات شعبوية وجعل الخط يبدو واضحاً بلا ماكياج. هذا الخط يعتمد على أولوية مصلحة الحزب، وعدم أولوية العمل من أجل التقدم الديمقراطي، وانتظار أن تتحقق بعض المكتسبات الديمقراطية بفعل ضغط خارجي لا يساهم فيه الحزب، وعدم الاحتجاج إلا إذا مُسَّتْ حقوق الحزب، أما حقوق المواطنين فلا مشكل أن تُمَسَّ وإذا مست فلننتظر الفرج، ويعتمد هذا الخط، أيضاَ، على أن عدم وجود الحزب في الحكومة أسوأ من وجوده فيها أياً كانت النتائج، وعلى أن ما يجمعهم بالنظام، في صورته التقليدية، أكثر مما يفرقهم معه وهم أبناؤه المخلصون الذين سينتهون بإقناعه أن مصلحته هي في تحالف أبدي وسرمدي معه، فهم حماته الحقيقيون حتى وإن كرههم فهو سيحبهم في النهاية”.