شهدت مدينة دبي الإماراتية، اليوم السبت، “غزوًا إعلاميًّا” إسرائيليًّا من قبل قنوات التلفزيون والصحف العبرية التي تسابقت على بث تقارير من أمام برج خليفة لأول مرة بشكل علني.
يأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من الإعلان عن اتفاق تطبيع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والإمارات، بوساطة أمريكية وصفه الرئيس دونالد ترامب بـ “التاريخي”.
وظهر “روعي كايس” مراسل هيئة البث الإسرائيلية الرسمية من أمام برج خليفة متغزلا فيه، ولافتا إلى أن ارتفاعه يتجاوز الـ 800 متر، ويعد “رمزا لقوة دبي“.
وتجول “كايس” داخل شوارع دبي وفي متاجرها الكبرى وعدد من المطاعم مستطلعا رأي الإماراتيين حول اتفاق التطبيع، حيث أبدى عدد منهم ترحيبهم بالتقارب مع دولة الاحتلال.
في سياق متصل، نشرت القناة “13” الإسرائيلية مقتطفات من تقرير سيتم بثه مساء اليوم لمراسلها دورون هيرمان، الذي قال إنه يشعر بالإثارة لكونه أول مراسل إسرائيلي يبث من دبي.
وقال “هيرمان” إن القناة ستنشر مساء اليوم التقرير الكامل الذي يستعرض رأي الإماراتيين في اتفاق التطبيع مع تل أبيب.
كما ظهر في دبي “ينيف حليلي” مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت”، متحدثا مع شاب إماراتي باسم محمد قال له بعدما ظهرت على وجه علامات الاستغراب :” نعم، بالطبع سمعنا عن الاتفاق مع إسرائيل، لقد كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا. لدينا احترام كبير لإسرائيل بفضل إنجازاتها، وسمعنا أنك دولة مثقفة ومتقدمة”.
إلا أن الشاب الإماراتي أضاف للمراسل الإسرائيلي :”لكننا نسمع هنا أيضا عن الفلسطينيين وعن انعدام السلام. يمكنكم عمل سلام معنا، لكن السلام يبدأ لديكم، في فلسطين”.
إماراتيون آخرون التقاهم المراسل الإسرائيلي كانوا أكثر تحفظًا في الحديث معه، وأخبره أحدهم وقد ملأه الشك :”سوف يستغرق الأمر وقتا حتى يذوب الجليد عن العلاقات، أنا أنتظر لأرى متى يمكننا زيارة الأقصى”.
لكن مصدرًا سياحيًّا إماراتيًّا قال لـ”حليلي” إن “الطريق لتذويب جدران الشك هو من خلال تبادل السياح”، مضيفا “سنكون سعداء باستضافة الإسرائيليين هنا. دبي مدينة عالمية عالمية ويوجد بها مكان للجميع”.
وزار المراسل الإسرائيلي، إحدى المكتبات، وانتقد غياب اسم “إسرائيل” بين تصنيفات الدول، وقال إن كتبا إسرائيلية لا تزال مصنفة تحت عنوان “فلسطين”.
والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات ودولة الاحتلال إلى اتفاق لتطبيع العلاقات وصفه بـ “التاريخي”، لتصبح الإمارات بذلك أول دولة خليجية والثالثة عربيا التي توقع اتفاق سلام مع تل أبيب، بعد مصر عام 1979، والأردن 1994