في الوقت الذي يسعى فيه النظام العسكري الجزائري إلى تعزيز صورته على الساحة الدولية، من خلال زيارات دبلوماسية وحملات علاقات عامة في عواصم مثل روما، يعيش الداخل الجزائري واقعا مأساويا يتناقض تماما مع هذه الصورة المزيفة.
فبينما يعود الرئيس عبد المجيد تبون من جولته الأوروبية منتشيا بالتغطية الإعلامية الإيجابية، تعاني البلاد من حرائق غابات واسعة وعجز في تلبية أبسط حاجيات المواطنين في ظل موجة حر شديدة وعطش متفاقم في عز الصيف.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4047220971479202&output=html&h=280&adk=2549073964&adf=3048354497&pi=t.aa~a.2973701940~i.1~rp.4&w=737&abgtt=6&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1753640731&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5650282264&ad_type=text_image&format=737×280&url=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F413333.html&fwr=0&pra=3&rh=185&rw=737&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJtYWNPUyIsIjEwLjEzLjYiLCJ4ODYiLCIiLCIxMTYuMC41ODQ1LjE4NyIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJDaHJvbWl1bSIsIjExNi4wLjU4NDUuMTg3Il0sWyJOb3QpQTtCcmFuZCIsIjI0LjAuMC4wIl0sWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTE2LjAuNTg0NS4xODciXV0sMF0.&dt=1753640438788&bpp=5&bdt=2250&idt=6&shv=r20250723&mjsv=m202507220101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D5b31865748e83e49%3AT%3D1753640448%3ART%3D1753640448%3AS%3DALNI_MZvTiZ6Xx01mLnYS8BMbNiHIxw6vA&gpic=UID%3D0000123069dd401c%3AT%3D1753640448%3ART%3D1753640448%3AS%3DALNI_MbNxzkpUXznMXtutiaXei63MJh1JA&eo_id_str=ID%3D4f9a50b416b7991f%3AT%3D1753640126%3ART%3D1753640426%3AS%3DAA-AfjbTYmTTKYPimCqMjhaEeveS&prev_fmts=0x0%2C160x600%2C160x600%2C1425x712&nras=3&correlator=4266883759958&frm=20&pv=1&u_tz=60&u_his=1&u_h=900&u_w=1440&u_ah=797&u_aw=1440&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=467&ady=1470&biw=1425&bih=712&scr_x=0&scr_y=0&eid=31093272%2C31093512%2C31093576%2C95362656%2C95366915%2C95366849%2C95359266%2C95367166&oid=2&pvsid=4160078231417326&tmod=1485918587&uas=0&nvt=1&ref=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1440%2C23%2C0%2C0%2C1440%2C712&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=0&td=1&tdf=0&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=10&uci=a!a&btvi=1&fsb=1&dtd=M
هذه المفارقة تكشف بوضوح ازدواجية نظام يعاني من أزمة داخلية خانقة في إدارة الملفات الأساسية مثل الأمن الغذائي والمائي والبيئي، بينما يستثمر بشكل كبير في تلميع صورته الخارجية لاستعادة نفوذه الإقليمي والدولي.
ففي الوقت الذي تغطي فيه وسائل الإعلام الرسمية الزيارات الدبلوماسية على أنها نجاحات سياسية، يرزح المواطن الجزائري تحت وطأة انقطاعات المياه المتكررة، وتدهور البنية التحتية، وتدهور الوضع البيئي الذي يفاقم مع الحرائق التي لم تُحتوَ بشكل فعال.
على الصعيد الدبلوماسي، تشهد العلاقات مع فرنسا توترا متزايدا يعكس الخلافات العميقة بين النظامين، مما يزيد من عزل الجزائر دولياً ويضعف فرص التعاون الاقتصادي والتنموي الضروريين لمعالجة الأزمات الداخلية.
في المقابل، يختار النظام العسكري التركيز على بناء صورة خارجية براقة تغطي على إخفاقاته في الداخل، معتمدا على الدعاية والسيطرة الإعلامية لخلق وهم الاستقرار والنجاح.
هذا التناقض الصارخ بين الخارج والداخل يؤشر إلى أزمة حكم عميقة تهدد استقرار الجزائر على المدى المتوسط، حيث أن معالجة القضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية لا يمكن أن تتحقق عبر الواجهات الإعلامية فقط، بل تحتاج إلى إصلاحات حقيقية وسياسات تنموية فعالة تستجيب لحاجيات المواطنين وتكفل مستقبل البلاد.
وفي ظل هذه الظروف، يبقى المواطن الجزائري هو الخاسر الأكبر، يعيش بين وطأة الحرائق والعطش من جهة، ووهم الدعاية السياسية من جهة أخرى.