المغرب–أمريكا: تعاون دفاعي يرتقي إلى شراكة إستراتيجية متقدمة

في خطوة استراتيجية تبرز التحول النوعي الذي تعرفه القدرات الدفاعية للمملكة، استُقبل وفد من القوات المسلحة الملكية المغربية، يوم الخميس، في القاعدة الأمريكية “باومهولدر” بألمانيا، حيث اطلع عن كثب على القدرات التشغيلية لنظام الدفاع الجوي الأمريكي المتطور “باتريوت”، الذي نشرته الكتيبة الخامسة من الفوج السابع للمدفعية المضادة للطائرات.

هذه الزيارة، التي تندرج ضمن إطار التعاون العسكري العميق بين الرباط وواشنطن، تحمل دلالات استراتيجية قوية، سواء من حيث توقيتها أو من حيث رهاناتها العسكرية والجيوسياسية بالنسبة للطرفين.

بالنسبة للمغرب، يأتي الاطلاع على نظام “باتريوت” (MIM-104) في سياق دينامية واسعة لتحديث قدراته الدفاعية الجوية، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة وسباق التسلح في شمال إفريقيا. النظام الذي يعتبر من بين أقوى منظومات الدفاع الجوي في العالم، قادر على رصد واعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المعادية في مدى متوسط إلى طويل، ما يعزز أمن المملكة ويكرس تفوقها التكنولوجي والعسكري في المنطقة.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4047220971479202&output=html&h=280&adk=2549073964&adf=3048354497&pi=t.aa~a.2973701940~i.2~rp.4&w=737&abgtt=6&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1751037298&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5650282264&ad_type=text_image&format=737×280&url=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F407075.html&fwr=0&pra=3&rh=185&rw=737&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJtYWNPUyIsIjEwLjEzLjYiLCJ4ODYiLCIiLCIxMTYuMC41ODQ1LjE4NyIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJDaHJvbWl1bSIsIjExNi4wLjU4NDUuMTg3Il0sWyJOb3QpQTtCcmFuZCIsIjI0LjAuMC4wIl0sWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTE2LjAuNTg0NS4xODciXV0sMF0.&dt=1751038362398&bpp=3&bdt=2213&idt=3&shv=r20250625&mjsv=m202506180101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D248572815b827ae8%3AT%3D1751038411%3ART%3D1751038411%3AS%3DALNI_MYq37HSpi3fU0vjSvXQN5ildtup7A&gpic=UID%3D000011633c786016%3AT%3D1751038411%3ART%3D1751038411%3AS%3DALNI_MaB-OPUe10BJDpZcz1pNnk7GqlOSw&eo_id_str=ID%3Df9de57a0dffd808c%3AT%3D1751038120%3ART%3D1751038420%3AS%3DAA-Afjbg8nW7hyhbFNqvgO6eGnh3&prev_fmts=0x0%2C160x600%2C160x600&nras=2&correlator=2687762988933&frm=20&pv=1&u_tz=60&u_his=1&u_h=900&u_w=1440&u_ah=793&u_aw=1440&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=467&ady=1694&biw=1425&bih=705&scr_x=0&scr_y=0&eid=31092194%2C95353387%2C95362655%2C95363435%2C31093106%2C95359266%2C95364335%2C95364390&oid=2&pvsid=4173665593563744&tmod=1529602111&uas=0&nvt=1&ref=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1440%2C23%2C0%2C0%2C1440%2C705&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=0&td=1&tdf=0&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=10&uci=a!a&btvi=1&fsb=1&dtd=M

وقد لوحظ خلال الأسابيع الماضية رصد وحدات من النظام داخل التراب المغربي، ما يؤشر على أن المغرب بصدد المضي في خطوات متقدمة نحو تفعيل منظومة دفاع جوي متكاملة، تشمل مراكز القيادة والسيطرة، في خطوة قد تعيد رسم هندسة الحماية الجوية للمملكة.

من الجانب الأمريكي، تعد هذه الزيارة تأكيدا إضافيا على متانة العلاقات الدفاعية مع المغرب، أحد أبرز الحلفاء خارج حلف الناتو في شمال إفريقيا.

وتأتي هذه الزيارة في سياق استراتيجية أمريكية تهدف إلى تعزيز البنى الدفاعية لحلفائها الإقليميين، لا سيما في مواجهة التهديدات العابرة للحدود وتنامي النفوذ العسكري لقوى أخرى.

وتكرس هذه الزيارة امتدادا للبرامج المشتركة التي تشمل تدريبات وتبادل خبرات ميدانية، وتفتح المجال أمام المغرب للاندماج في منظومة دفاعية غربية أكثر تكاملاً، خصوصا في مجال الحرب الإلكترونية والرصد الجوي المبكر.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4047220971479202&output=html&h=250&adk=2454571426&adf=1522541735&pi=t.aa~a.2973701940~i.6~rp.4&w=737&abgtt=6&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1751037298&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5650282264&ad_type=text_image&format=737×250&url=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F407075.html&fwr=0&pra=3&rh=185&rw=737&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJtYWNPUyIsIjEwLjEzLjYiLCJ4ODYiLCIiLCIxMTYuMC41ODQ1LjE4NyIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJDaHJvbWl1bSIsIjExNi4wLjU4NDUuMTg3Il0sWyJOb3QpQTtCcmFuZCIsIjI0LjAuMC4wIl0sWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTE2LjAuNTg0NS4xODciXV0sMF0.&dt=1751038362405&bpp=7&bdt=2220&idt=7&shv=r20250625&mjsv=m202506180101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D248572815b827ae8%3AT%3D1751038411%3ART%3D1751038411%3AS%3DALNI_MYq37HSpi3fU0vjSvXQN5ildtup7A&gpic=UID%3D000011633c786016%3AT%3D1751038411%3ART%3D1751038411%3AS%3DALNI_MaB-OPUe10BJDpZcz1pNnk7GqlOSw&eo_id_str=ID%3Df9de57a0dffd808c%3AT%3D1751038120%3ART%3D1751038420%3AS%3DAA-Afjbg8nW7hyhbFNqvgO6eGnh3&prev_fmts=0x0%2C160x600%2C160x600%2C737x280&nras=3&correlator=2687762988933&frm=20&pv=1&u_tz=60&u_his=1&u_h=900&u_w=1440&u_ah=793&u_aw=1440&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=467&ady=2494&biw=1425&bih=705&scr_x=0&scr_y=0&eid=31092194%2C95353387%2C95362655%2C95363435%2C31093106%2C95359266%2C95364335%2C95364390&oid=2&pvsid=4173665593563744&tmod=1529602111&uas=0&nvt=1&ref=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1440%2C23%2C0%2C0%2C1440%2C705&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=0&td=1&tdf=0&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=11&uci=a!b&btvi=2&fsb=1&dtd=M

الحدث لا يقتصر على شق تقني أو دفاعي بحت، بل يعكس رؤية مغربية متقدمة لتعزيز السيادة العسكرية وتحقيق الاكتفاء الدفاعي، من خلال اقتناء أنظمة ذات قدرة على الردع والتصدي الفوري للتهديدات، وربطها بشبكات قيادة وتحكم عالية الأداء.

كما يفتح باب شراكات جديدة في مجالات التصنيع المشترك والتكوين العسكري عالي المستوى، ما ينسجم مع التوجه المغربي نحو إنشاء قاعدة صناعية دفاعية حديثة، بشراكة مع فاعلين أمريكيين وإسرائيليين.

الصورة الجماعية التي اختتمت بها الزيارة بين الوفد المغربي ووحدات الكتيبة الأمريكية قد تكون مؤشراً على ما سيلي هذه الخطوة من إعلانات مهمة، قد تشمل الإعلان الرسمي عن صفقة اقتناء نظام “باتريوت” أو عن إنشاء مركز تنسيق دفاع جوي مشترك على التراب المغربي.

في المجمل، تعكس هذه الزيارة رهانا مزدوجا: مغربيا لتعزيز قدرات الردع والحماية الجوية، وأمريكيا لتثبيت تحالف استراتيجي في منطقة ذات أهمية جيوسياسية متزايدة، في ظل تقاطعات أمنية دولية وإقليمية معقدة.