الأزرق: المغرب يتجاوز التنظير إلى تنزيل فعلي لمشاريع كبرى داعمة للتكامل الإفريقي

قال الخبير الاقتصادي بدر الزاهر الأزرق إن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، يضطلع بدور محوري في دعم الاندماج الاقتصادي للقارة الإفريقية، من خلال مشاريع استراتيجية ورؤية شاملة للتعاون جنوب-جنوب.

وأضاف الأزرق، في تصريح لقناة M24، أن المغرب لم يكتف بالدعوة إلى تعزيز التعاون الإفريقي، بل وضع آليات عملية لتحقيق ذلك، مشيرا إلى توقيع المملكة لأكثر من ألف اتفاقية مع دول إفريقية، والاستثمار بما يفوق 10 مليارات دولار، في مشاريع تمتد من غرب القارة إلى وسطها.

وأوضح المتحدث أن هذه الدينامية تترجم عبر مشاريع كبرى تهم الأمن الغذائي، السيادة الطاقية، والبنيات التحتية، مؤكدا أن المملكة ركزت على تقوية أواصر التعاون من خلال إقامة شركات استراتيجية في مجالات حيوية، أبرزها إنتاج الأسمدة، تطوير الموانئ، وتمويل البنيات التحتية.

وأشار الخبير إلى أن الأمن الغذائي يشكل أولوية كبرى، حيث عمل المغرب عبر مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط على إحداث مركبات صناعية لإنتاج الأسمدة بدول مثل نيجيريا وإثيوبيا والسنغال، ملائمة لخصوصيات التربة والمناخ، ما ساهم في تحسين الإنتاج الزراعي المحلي.

وفي السياق ذاته، أكد الأزرق أن البنيات التحتية تُعد رافعة أساسية للتكامل الإفريقي، مبرزًا أن المغرب حاضر بقوة في هذا المجال من خلال تطوير قرى الصيادين، الموانئ، والربط الطرقي في عدد من الدول، موضحاً أن إنشاء شبكات فعالة للنقل واللوجستيك أمر حاسم لبناء تكتل اقتصادي إفريقي فعال.

كما أشار إلى أن المملكة تسعى إلى تحويل نفسها إلى منصة للتجارة الإفريقية، مستلهمة تجربة ميناء طنجة المتوسط، من خلال إطلاق مشاريع مشابهة في الناظور والمجال الأطلسي، خاصة ضمن المبادرة الملكية لتنمية واجهة الأطلس الإفريقي، الرامية إلى إرساء تعاون اقتصادي وتجاري بحري مع دول غرب إفريقيا ودول الساحل.

وفي ما يتعلق بالسيادة الطاقية، شدد الأزرق على أهمية مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، الذي يمر عبر 13 دولة إفريقية، معتبراً أن هذا المشروع يشكل نقلة نوعية نحو ضمان الأمن الطاقي للقارة، وتحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة تحديات الهجرة غير النظامية والاستقرار.

وأكد الأزرق أن المملكة تتحرك على مستويات متعددة، من داخل الاتحاد الإفريقي عبر اتفاقية التبادل الحر، ومن خلال تحالفات ثنائية مع بلدان الساحل والساحل الأطلسي، بهدف خلق تكتل اقتصادي إفريقي متكامل.

واعتبر المتحدث أن العلاقات المغربية مع دول مثل مدغشقر ليست فقط اقتصادية، بل تحظى ببعد رمزي وتاريخي عميق، مذكراً بأن هذه الدولة كانت محطة منفى للملك الراحل محمد الخامس، مما جعلها حاضرة بقوة في الوجدان المغربي، ومكانة رمزية تعزز التعاون المستمر رغم البعد الجغرافي.

وفي ختام حديثه، أكد الخبير أن المنتديات الاقتصادية، كمنتدى فاس-مكناس، تُمثل فضاءات مهمة لتقاسم التجارب، مشدداً على أن المغرب لا يقدم دروساً للقارة، بل ينخرط في شراكات تبادلية رابحة تقوم على التمكين والتكامل، والاستفادة المتبادلة من الخبرات، لما فيه مصلحة شعوب القارة ومستقبلها المشترك.

مقالات ذات الصلة

29 يونيو 2025

المغرب ضيف شرف في المعرض الأفريقي الرابع لكرة القدم بكوت ديفوار

29 يونيو 2025

إحداث الجامعة الدولية لعلوم الثقافة والتراث تطوان-الصويرة، مبادرة رائدة لصون التراث

29 يونيو 2025

قمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية: إفريقيا فاعل رئيسي في الاقتصاد العالمي الجديد

27 يونيو 2025

الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب تنظم النسخة الرابعة من عملية إفطار لفائدة سائقي الشاحنات video