تستعد جهة سوس ماسة لاحتضان مشروع استراتيجي في مجال الخدمات اللوجستيكية، مع انطلاق الترتيبات الأولية لإطلاق الأشغال بالمنطقة اللوجستيكية جنوب أيت ملول، بجماعة القليعة، على مساحة إجمالية تقدر بـ45 هكتارا. ويعكس هذا المشروع التوجه الوطني نحو تحديث منظومة توزيع السلع وتطوير البنيات التحتية المرتبطة بسلاسل الإمداد والتصدير، بما يعزز من تنافسية الأقاليم الجنوبية والوسطى للمملكة.
ويتضمن المشروع، في مرحلته الأولى، مجموعة من المكونات التقنية المتقدمة، من بينها مستودعات تخزين مجهزة بمواصفات عالية، تسمح بحفظ مختلف أنواع البضائع، بما في ذلك تلك التي تحتاج إلى درجات حرارة متحكم بها. كما سيحتوي على فضاءات مخصصة للأنشطة اللوجستيكية الخفيفة الموجهة للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، ومحطات للتحميل والتفريغ، بالإضافة إلى شبكة طرق داخلية صناعية تضمن انسيابية حركة الشاحنات والمركبات الثقيلة. وسيتم تجهيز المنطقة أيضًا بشبكة متكاملة للربط الطرقي والإلكتروني، ومحطات لمعالجة المياه والمرافق البيئية الضرورية، إلى جانب مكاتب إدارية وخدمات مساعدة مثل المطاعم ونقاط التزود بالمحروقات.
الموقع الجغرافي للمنطقة يمنحها أفضلية استراتيجية، لكونها تقع قرب الطريق الوطنية رقم 1 وعلى مقربة من الطريق السيار الرابط بين أكادير ومراكش، إضافة إلى قربها من ميناء أكادير، ما يجعلها مرشحة للعب دور حلقة وصل بين شمال المملكة وجنوبها في مجال توزيع وتخزين البضائع وتقديم خدمات لوجستيكية متعددة.
وفي أفق توسيع الشبكة اللوجستيكية الجهوية، يرتقب إطلاق مشروع مماثل على تراب جماعة المعدر الكبير بإقليم تيزنيت، على مساحة تناهز 94 هكتارا، مما سيمكن من إرساء محور لوجستي مهيكل يخدم التنمية الاقتصادية على الصعيد الجهوي، ويدعم المنظومات الإنتاجية الفلاحية والغذائية والأنشطة التصديرية والتجارية بالمنطقة.
ويُصنف هذا المشروع ضمن الرؤية الوطنية لتطوير 13 منطقة لوجستيكية بمختلف جهات المملكة، والتي تهدف إلى تقليص كلفة النقل بنسبة قد تصل إلى 20%، وتحسين أداء سلاسل الإمداد، إلى جانب استقطاب استثمارات خاصة وخلق آلاف فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة في أفق السنوات المقبلة.
