في إطار الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية المتينة التي تربط بين المملكة المغربية وموريتانيا، انطلقت بنواكشوط العاصمة الموريتانية يوم 24 أبريل 2025، فعاليات الدورة الثانية من معرض “أسبوع المغرب في موريتانيا”، تحت شعار:”معا لبناء شراكة تضامنية”. والذي ينظم من قبل: سفارة المملكة المغربية في موريتانيا، وجمعية “منتدى الجنوب” بالتعاون مع وزارة التجارة والسياحة الموريتانية، والوكالة الموريتانية لترقية الاستثمارات، والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، ودار الصانع والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، والاتحاد العام لمقاولات المغرب.
وبمناسبة انطلاق فعاليات الدورة الثانية لهذه التظاهرة، أكدت وزيرة التجارة والسياحة الموريتانية، زينب بنت احمدناه، أن: “التبادل التجاري بين البلدين يعد ركيزة أساسية لتعزيز التكامل، مردفة أنه يجعل من هذا المنتدى منصة استراتيجية لترسيخ التعاون المثمر ودفع عجلة المبادلات التجارية، وذلك انسجاما مع الديناميكية التصاعدية التي عرفتها العلاقة الاقتصادية بين البلدين خلال الأعوام الأخيرة”. ودعت الوزيرة الفاعلين الاقتصاديين والقطاع الخاص في البلدين إلى توسيع قاعدة الشراكات الثنائية واستكشاف مجالات جديدة للتعاون.
من جهته اكد عمر أحجيرة، كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة مكلف بالتجارة الخارجية، أن: “المغرب يقترح تشجيع خلق مشاريع مشتركة في قطاعات استراتيجية أخذا بعين الاعتبار التكامل الاقتصادي بين البلدين”.
أما حميد شبار، سفير المملكة المغربية في موريتانيا، فأوضح على أن: “أسبوع المغرب في موريتانيا، هو فرصة لإبراز الثراء المشترك الثقافي والإنساني والاجتماعي، والاحتفاء بعمق أواصر الأخوة التي تربط الشعبين الشقيقين المغربي والموريتاني تحت القيادة النيرة لقائدي البلدين”. وحول هذه العلاقات الاقتصادية والتجارية المتينة بين المملكة المغربية وموريتانيا، أضاف: يعد المغرب على رأس الموردين للسوق الموريتانية على الصعيد الإفريقي، موضحا أن مجمل المبادلات التجارية بين البلدين بلغ 350 مليون دولار خلال سنة 2024، مسجلا بذلك نموا بمعدل حوالي 10%، مقارنة مع سنة 2023.
وحول فعاليات هذا المعرض، أعرب رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، زين العابدين ولد الشيخ أحمد، على أن: “اختيار الجوانب الاقتصادية والتجارية كمحور رئيسي لهذا الحدث يُؤكد إرادة الطرفين، لتحويل علاقاتهما إلى شراكة استراتيجية تُترجَم على أرض الواقع، عبر مشروعات مشتركة تخلق فرص العمل وتحفز النمو”.
ومن جهته أكد رئيس مجلس الأعمال المغربي الموريتاني في موريتانيا، حمادي حمادي، أن: “المغرب يشكل بوابة للمنتجات الموريتانية نحو السوق الأوروبية، كما تشكل موريتانيا جسر عبور للمنتجات المغربية نحو الساحل الإفريقي”. طالبا الدعم المغربي في عزم موريتانيا إنشاء قطاع زراعي “عصري”، لامتلاكه “الخبرة والتجربة في المجال، إضافة للصيد البحري باعتبار أن موريتانيا والمغرب من أكبر مصدري ومنتجي الأسماك”.
وتهدف فعاليات هذه التظاهرة إلى التعريف بالتراث المغربي وتعزيز الروابط الأخوية والثقافية بين المغرب وموريتانيا. والعمل سويا على تعزيز الشراكة وتكثيف الجهود في مختلف مجالات التعاون.
وسيعرف “أسبوع المغرب في موريتانيا”، فضاءات لعرض منتجات مغربية في مجالات الصناعة، والبناء، والتكنولوجيا، والصناعات الطبية والنسيجية. كما سيتم خلاله انعقاد عروض اقتصادية ولقاءات مهنية، وندوات حوارية، في مجالات الاستثمار والانتقال الطاقوي. لتقوية الثقة وتعزيز وتطوير سبل التعاون بين البلدين.
