يحتل المغرب موقعًا بارزًا على خارطة الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، حيث يشهد تحولًا كبيرًا في قدراته على توليد الكهرباء النظيفة والتوسع في تصديرها إلى الأسواق العالمية، وخاصة إلى أوروبا، في إطار خططه الطموحة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستدامة البيئية.
وفي هذا الصدد تأسس معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) كخطوة استراتيجية حاسمة في رحلة المغرب نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة والانتقال إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، من خلال دعم المشاريع البحثية والتطويرية، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، حيث أصبح المغرب على رأس الدول الرائدة في الاستثمارات الخضراء.
ويبرز مجمع نور ورزازات كمشروع رائد في مجال الطاقة الشمسية، حيث يعد أكبر حقل لتوليد الطاقة الشمسية في العالم، بقدرة تصل إلى 580 ميغاواط، مما يسهم في تلبية احتياجات المغرب من الكهرباء النظيفة وزيادة الفائض المتاح للتصدير.
وبتحول المغرب إلى مصدر للكهرباء النظيفة منذ عام 2018، يتجه الآن نحو تعزيز قدراته على التصدير إلى الأسواق الأوروبية، وذلك من خلال مشاريع ضخمة مثل مشروع Xlinks الذي يهدف إلى توصيل الكهرباء عبر مسار بحري بقدرة 11 جيغاواط، مما يمثل فرصة هائلة لتعزيز الشراكات الاقتصادية وتحقيق مكاسب بيئية واقتصادية متبادلة.
ويولي المغرب اهتمامًا كبيرًا بتطوير تقنيات تخزين الطاقة الكهربائية، من خلال الاستثمار في مشاريع الأبحاث والتطوير، التي تساهم في تطوير أنظمة تخزين متقدمة تضمن استدامة توليد الطاقة النظيفة وتوفير الفائض للتصدير.
ويقف المغرب اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الريادة في مجال الطاقة المتجددة، حيث تشكل خططه الطموحة لتصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا علامة فارقة، في مسيرته نحو مستقبل مستدام واقتصاد أخضر يعزز التنمية المستدامة، ويحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.