جلب قرار المغرب تصنيع وتعبئة لقاح كورونا، وغيرها من اللقاحات، إشادة واسعة من قِبل برلمانات إفريقية.
هذا القرار، الذي لقي استحسان المغاربة قاطبة، نوهت به برلمانات إفريقية، عقب إصدارها “نداء من أجل اللقاحات والدواء لجميع إفريقيا”، مشيرة، في السياق ذاته، إلى الدور الكبير الذي يضطلع به الملك محمد السادس بخصوص توقيع اتفاقيات ذات صلة بإنتاج اللقاحات وتصنيعها.
كما يمكن لقرار المغرب تصنيع اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″، أن يُنهي احتكار الدول الأوروبية والغربية للقاح، وتوزيعه على المقاس وفق ما تمليه مصالح البلدان والدول.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي كريم عايش إن الاتفاقيات الثلاث التي وقعها المغرب لتصنيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا، نصر مغربي يستحق أن يكون درسا يلقن للأجيال القادمة، حول تفعيل الحكمة الملكية وخطته في وضع المملكة في مصاف الدول الرائدة.
وزاد عايش، في تصريح خص به موقع “أخبارنا”، قائلا: “كثيرة هي الدول التي أطلقت الشعارات والخطب الرنانة حول مكانتها وصدارتها، لكن قلة هي التي اشتغلت بمسؤولية وطموح وعزيمة لتحقيق ما أعلنته، إذ يعتبر المغرب البلد العربي والإفريقي الوحيد الذي يضطلع بهذه المهمة الجسيمة إنسانيا وتاريخيا، في نقل الخبرة والتجربة والكفاءة الصينية في إنتاج اللقاح وتقريبه من إفريقيا والدول الأوروبية، متمكنا بذلك من خفض كلفته بسبب قرب البلد من تلك الدول، وبالتالي لن يكون شحن الجرعات بالتكلفة العالية كما لو كان قادما من الصين، ويحتاج تبريدا وآليات معقدة وإمكانيات صيدلية خاصة، بالإضافة إلى التأمينات المكلفة ومصاريف المفاوضات والاتصال والمعاينة.
وبهذا القرار، يردف المحلل السياسي عينه، سيتحول المغرب إلى منصة منتجة تسرع وتيرة توزيع اللقاح وتسويقه، وبالتالي دراسته وفهم خصائصه، ولم لا تطويره وكسب مهارات جديدة ومعارف في هذا الحقل الدقيق.
“لذلك، رأت برلمانات إفريقيا أن تصنيع اللقاح بالمغرب وبفضل سياسة الملك محمد السادس الخارجية، ستتمكن البلدان الإفريقية من التوفر على الجرعات الكافية وبأسرع وقت بتكلفة جد مخفضة، هذا الأمر سيمكن البلدان الإفريقية من محاصرة الوباء وتقليل الخسائر، وبالتالي استدراك الزمن الضائع، ولكون السياسة الخارجية المغربية مبنية على اللتزان والعقلانية والبعد الإنساني”، يشرح المصدر نفسه.
هذا وخلص عايش إلى أن البرلمانات الإفريقية ومعها بلدانهم تدرك أن المغرب لن يقايض أو يبتز الدول الإفريقية مقابل مكاسب ما، بل سيمد يده وفق انفتاح المملكة على العمق الإفريقي لدعم الدول ومساندتها وتقوية منظومتها المناعية