خلص علماء بريطانيون إلى اكتشاف فائدة إضافية للقاح ضد فيروس كورونا وهي أنه يقضي على الأعراض طويلة الأجل التي يعاني منها المتعافون، لكنهم قالوا إن هذه الأعراض يجب أن تتم دراستها بشكل جدي.
وأظهرت تقارير وأرقام رسمية في بريطانيا أن معظم الأشخاص يتعافون بسرعة من فيروس “كورونا” لكن واحداً من كل عشرة ممن ثبتت إصابتهم بالفيروس لا يزال يعاني من عرض واحد على الأقل، مثل التعب أو الصداع، بعد ثلاثة أشهر من تعافيه من المرض.
وبحسب تقرير نشرته جريدة “التايمز” البريطانية، واطلعت عليه “العربية.نت”، يقول الأطباء إن بعض هؤلاء المرضى الذين يعانون من الأعراض طويلة الأجل أبلغوا عن حدوث تحسن بعد التطعيم بوقت قصير.
وقال تشارلز بانغهام، الذي يشغل كرسي علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن: “هذه ملاحظة شيقة للغاية ومن المحتمل أن تكون مهمة”. وتابع: “هذه مجرد حكايات في الوقت الحالي، وستكون هناك حاجة لدراسات منهجية، لكن الحكايات يمكن أن تشير أحياناً إلى الطريق إلى اكتشافات مهمة”.
ويقول العلماء إن أسباب الأعراض طويلة الأجل لفيروس كورونا لا تزال غير معروفة، لكن إحدى النظريات تقول إن الاستجابة المناعية المعيبة في بعض المرضى تسبب التهاباً طويل الأمد.
وقال الدكتور جيريمي روسمان، عالم الفيروسات في جامعة كنت البريطانية، إنه من الممكن أن تقوم اللقاحات بإعادة ضبط دفاعات الجسم. وأضاف: “يحتمل أن يكون هناك سبيل للأمل هنا لكننا بحاجة للتعامل معها بحذر شديد”.
واتصل بالبروفيسور إيان هول، الذي يدير عيادة متخصصة بفيروس كورونا في نوتنغهام ببريطانيا، العديد من المرضى الذين قالوا إن أعراضهم تحسنت بشكل كبير بعد تلقي اللقاح. وقال إنه من الممكن أن يمنح التطعيم بعض الناس “دفعة نفسية” تجعلهم يشعرون بتحسن.
وتابع: “لكنني أعتقد أن هناك ما يكفي للإشارة إلى أنه قد تكون هناك بعض النتائج المثيرة للاهتمام للقاح، والتي من المفترض أن تغير التوازن المناعي، والتي تساهم في حل الالتهاب منخفض الدرجة، مما يجعل الناس يشعرون بتحسن”. وأضاف: “لن أذهب إلى حد القول إنه يثبت وجود صلة لكن العلم يعتمد على متابعة الملاحظات الشيقة”.
وبحسب “التايمز” فان الدكتور تيم سبيكتور من “كنجز كوليج لندن” يقود مشروعاً يتتبع 600 ألف شخص، وقال إنه يأمل في الحصول على بيانات حول كيفية تأثير اللقاحات على الأعراض طويلة الأجل لكورونا في غضون أسابيع قليلة.
وكان مدير أوروبا في منظمة الصحة العالمية قد حث البلدان على بذل المزيد من الجهود لمعالجة هذه المشكلة، قائلاً إن عبء فيروس كوفيد الطويل “حقيقي وكبير”.
وقال الدكتور هانز كلوج إنه مع تطور الوباء، قام المهنيون والمرضى “برسم مسار في الظلام”. وأضاف: “نحن بحاجة إلى الاستماع والفهم. يجب الاستماع إلى الذين يعانون من حالات ما بعد التعافي من كورونا إذا أردنا فهم العواقب طويلة المدى لهذا الفيروس”.