المرحلة الثانية من تلقيح الأطر الصحية ضد وباء “كوفيد 19″، بعد انتهاء المرحلة الأولى التي أشاد بها العاملون في القطاع. وسيتم خلال هذه المرحلة تطعيم جميع العاملين بالقطاع الصحي؛ فيما اقتصرت المرحلة الأولى على الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين سنة.
وفي هذا الإطار أفاد حمزة الإبراهيمي، مسؤول الإعلام والتواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية، بأن عملية التلقيح الخاصة بالأطر الصحية ضد فيروس “كورونا” المستجد باستخدام لقاحي “أسترازينيكا” و”سينوفارم” انطلقت، كما كان مرتقبا، بشكل جيد.
وتابع الإبراهيمي قائلا، ضمن تصريح لهسبريس، إن النقابة الوطنية للصحة العمومية قد سجلت بارتياح مجمل الأجواء التي تمر في علمية التلقيح بمختلف المؤسسات الصحية التي أعدتها وزارة الصحة لاستقبال المهنيين.
وكشف مسؤول الإعلام والتواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية أن المرحلة الأولى من عملية التلقيح ضد “كوفيدـ 19″، والتي انتهت أول أمس الأربعاء، عرفت إقبالا كبيرا للأطر الصحية سواء العاملة بالقطاع العام وتلك التي تشتغل في القطاع الخاص التي يفوق معدل سنها الأربعين سنة، “وتشكل ما مجموعه 63 في المائة من الأطر الصحية”.
وأوضح الإبراهيمي أن عملية تلقيح الأطر الصحية دون سن الأربعين سنة انطلقت الخميس، حيث من المنتظر أن تشهد محطات التلقيح إقبالا واسعا من لدن شباب وشابات الأطر الصحية لتلقي اللقاح. وتابع: “مسألة أخرى مهمة كذلك هو حجم التنظيم والانضباط من طرف جميع المتدخلين والقائمين على عملية التلقيح، حيث لم نشهد إلى اليوم وقوع أي حوادث من شأنها عرقلة عملية التلقيح؛ وهذا الأمر يدل على الخبرات التي راكمها المغرب وأطره الصحية على امتداد الحملات الصحية المتعاقبة التي خاضتها بلادنا منذ 1963”.
وأردف: “لقد سجلت انطلاقة عملية التلقيح بارقة الأمل التي ظل طويلا ينتظرها جميع مهنيي الصحة للخلاص والانعتاق من الضغوط والاستنزاف المهني الذي شكلته أعباء الجائحة، سواء في شقها المهني الذي أدى بغالبية الموظفين إلى الإصابة بالاحتراق المهني وكذا القيود الاجتماعية التي فرضتها”.
واستنتج الإبراهيمي أنه “لا غرابة أن نشهد إقبالا متزايدا للأطر الصحية على التلقيح، خاصة بعد الإشارات المطمئنة التي كانت وراء تلقي جلالة الملك للجرعة الأولى وإعطائه للانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية للتلقيح تحت الرعاية الملكية”
أضاف قائلا: “اليوم، لا يمكن أن يفوتنا في النقابة الوطنية للصحة العمومية أن ننوه بالانخراط الواسع لجميع مهنيي الصحة البالغ عددهم أزيد من 25 ألفا و600 إطار في عملية التلقيح في مختلف التراب الوطني، وعلى الأخص الأطر الصحية العاملة في الصفوف الأمامية في محطات ونقط التلقيح التي سجلت أرقاما قياسية لأعداد الملقحين بأزيد من 850 ألف مواطن في ظرف ثلاثة أسابيع فقط، ورفعت التحدي للوصول إلى مليون مغربي ملقح ضد فيروس “كورونا” المستجد؛ وهي الأرقام التي مكنت المغرب من احتلال الرتبة الأولى إفريقيا، والرابعة عربيا، والسابعة على مستوى المنطقة الأفرو-أوروبية”.
وأشاد مسؤول الإعلام والتواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية بما أسماه “التضحيات والعطاء”، قائلا: “لا يمكننا إلا أن نقف له إجلال وافتخارا بما تقدمه الأطر الصحية منذ تفشي الجائحة، سواء على مستوى أداء الخدمات الصحية داخل مسارات “كوفيد” أو في الحملة الوطنية للتلقيح”.
وأردف: “غير أنه، وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه معالجة بعض النواقص التي رافقت تدبير الموارد البشرية وعدم توفير الظروف الملائمة لاشتغالها وتمتيعها بأبسط المتطلبات ووسائل التنقل للفرق التي يتم تكليفها خارج مقرات عملها الأصلية واعتماد توقيت يساعد على ضمان فعالية الحملة الوطنية للتلقيح ويلائم الأوضاع الإنسانية والاجتماعية للأطر الصحية في الآن نفسه، فوجئت الأطر الصحية بالرفع من عدد ساعات عملها إلى ما يفوق 10 ساعات وأكثر (من الالتحاق بمقرات العمل إلى مغادرتها إلى منازلهم) بشكل يومي وعلى امتداد الأسبوع، باستثناء يوم الأحد، دون اتخاذ أية تدابير تساهم في تفادي الإرهاق والاحتراق المهني”.
وانتقد الإبراهيمي ما أسماه “التعامل معها بشكل لا يقيم وزنا لمجهوداتها ولحقها في الراحة الضرورية أو اعتبار لالتزاماتها الأسرية”.
وطالب المتحدث ذاته بتوفير التغذية لكل المشاركات والمشاركين في التلقيح وبقيمة مالية وجودة محترمة، حسب اختيارهم، أو تعويضهم عنها ماديا، وكذلك عن ساعات العمل الإضافية، والتنقل، والعمل يوم السبت، منذ بداية حملة التلقيح، وكذا تعميم الاستفادة من التلقيح على جميع الأطر الصحية بكل أعمارهم ومتقاعدي القطاع بمختلف فئاتهم وكافة عمال وعاملات المناولة بالمؤسسات الصحية من التلقيح، لما يتعرضون له من أخطار على غرار كافة العاملين في القطاع”.