أبرز الباحث عبد الله مكوار، في رسالة بحث لنيل شهادة الماستر في القانون العام والعلوم السياسية تخصص العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال (جامعة محمد الخامس بالرباط)، أن النخبة اليهودية ساهمت في إغناء الحياة السياسية المغربية.
وقال الباحث عبد الله مكوار الذي ناقش رسالته تحت عنوان ” النخبة السياسية اليهودية بالمغرب: مرحلة البناء والتشكل (1955-1960)”، إن جزء من الطائفة اليهودية المغربية قد نجح في الارتقاء إلى مصاف النخبة السياسية الوطنية، مما مكنها من تبوء مناصب استراتيجية ومواقع ذات مستوى عال في مسلسل اتخاذ القرار. وأشار إلى أن العديد من اليهود المغاربة المتميزين ، على وجه الخصوص ، بعبقريتهم في مجال التجارة وحنكتهم في عالم المال والأعمال والعلاقات الدولية، نجحوا في إثبات إمكاناتهم وفي تشكيل نواة نخبة بارزة، على مر سنوات، مما جعلها جزء لا يتجزأ من هياكل السلطة.
ووصف السيد عبد الله أوزيتان الأستاذ بجامعة بوردو والرئيس المؤسس لمركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري ، في تصريح صحفي ، هذا المشروع بأنه عمل شامل يضع الإنسان في صلب اهتماماته، مضيفا أن الهوية المتعددة والموحدة حول ثوابت الأمة تعتبر مصدر ثراء.
وأشار إلى أن “القبول باختلاف الآخر في دينامية شاملة هو ما يجعل المغرب يمتلك وعيا لا يعود تاريخه إلى اليوم”، مبرزا مناقشة هذه الرسالة بمثابة تكريس يجعل من الجامعة فضاء لنقل القيم الكونية.
من جهته، قال رئيس لجنة المناقشة الأستاذ أحمد بوجداد، في تصريح مماثل، إن هذا العمل البحثي بندرج في إطار مشروع علمي أكاديمي يتمحور حول موضوع النخب السياسية والثقافية في المغرب.
وتهدف هذه الرسالة التي نوقشت بملحقة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية الرباط أكدال (المغرب الكبير)، إلى محاولة رصد نشأة وتطور النخبة السياسية اليهودية المغربية، من خلال مساهمتها في العمل السياسي الوطني وتبيان الأدوار المهمة التي لعبتها في الحياة السياسية المغربية وبخاصة في حقبة الاستقلال.
وخصص القسم الأول من البحث لمسار اليهود المغاربة مرورا بالجذور التاريخية إلى تشكل النخبة، أما القسم الثاني فتطرق فيه الباحث للوضعية الجديدة للنخبة السياسية اليهودية في فجر الاستقلال، وانتقالها من دور الاستشارة إلى المساهمة في مسلسل اتخاذ القرار