لا يحتاج المدعو هشام جراندو إلى مجهود كبير كي يثبت كل يوم أنه مجرد مرتزق مبتز، يتقن جريمة واحدة، ابتزاز الضحايا تحت غطاء “المعارضة” و“الدفاع عن الثوابت”. رجل حول الشعارات الكبرى إلى يافطات بلا قيمة يستعملها ليغطي بها فضائحه وسوابقه وأساليبه الملتوية.
جراندو، الذي يطل على الناس بوجه “المناضل”، لم يكن يوما سوى ورقة محترقة يبحث عن أي وسيلة ليبقى تحت الضوء، فمرة بالادعاء أنه معارض، ومرة بأنه يدافع عن الحقوق، ومرة أخرى بشعارات أكبر منه ومن تاريخه. لكن الحقيقة أبسط من كل الادعاءات، فهو مجرم صغير يستعمل لغة الوطنية كأداة للمساومة، ويستغل اسم الوطن في صفقات الابتزاز، تماما كما يفعل بتسجيلاته وفيديوهاته التي يساوم بها ضحاياه.
الطامة الكبرى أن هذا “المبتز الوطني” صار يبيع للناس وهما مضحكا: خصم للنظام! مع أنه لا يملك لا فكرا، ولا تاريخا، ولا مشروعية. خصومته الوحيدة الحقيقية هي مع القانون، ومع كل ضحية تقع في شباكه. لذلك يركض إلى الثوابت الوطنية كي يتدثر بها، ظنا منه أن ترديد الشعارات سيحوله فجأة من محتال إلى “مناضل”.اكتشاف المزيدكتب عن السياسة الدوليةاشتراك رقميخدمات إنتاج فيديو إخبارينشرات إخباريةكتب عن الثقافة والفن المغربيدورات عن الإعلام الرقميبرامج تحليل إخباريصحيةأخبار المغربخدمات إخبارية
والحق أن كل تسجيل يخرج له، وكل فضيحة تلاحقه، وكل عملية ابتزاز يفضحها الرأي العام، تؤكد أن هشام جراندو ليس سوى نموذج صارخ للمرتزق الرقمي الذي
يبتز، ويساوم، ويحتمي بالشعارات التي لا يؤمن بها، ولا يحسن حتى كتابتها، ناهيك عن الدفاع عنها.
إن أكبر إساءة للوطن ليست من خصومه الخارجيين، بل من أمثال جراندو الذين يستغلون حب المغاربة لوطنهم ليجعلوه غطاء لجرائمهم. هؤلاء لا يعارضون النظام، بل يعادون الحقيقة، ويعادون القانون، ويعادون كل قيم الشرف التي يتشدقون بها. ومن يبتز مواطنا اليوم باسم فيديو، يمكن أن يبتز بلدا كاملا لو أعيته الفرصة.
ولذلك، ففضح هؤلاء واجب، وتعرية جوهرهم ضرورة. أما الثوابت الوطنية فهي أكبر وأشرف من أن تستغل درعا يحتمي خلفه مبتز جبان لا يملك من الشجاعة سوى القدرة على الضغط على زر “تسجيل”.
