من حيث لا تدري السلطات الأمنية الجزائرية رفعت من مستوى رواج كلمة مفتاحية في محركات البحث العالمية، هذه المفردة هي “الكيف المغربي” وغالبا “الكيف المغربي المعالج”، وترد هذه العبارة بشكل دوري في أخبار الجزائر التي تلوذ بها كتهمة كلما جفت محبرة الاتهامات الجاهزة للمغرب.
ولكل متتبع للعلاقات المغربية الجزائرية المتوترة، باتت هذه المفردات المستهلكة إعلاميا إلى حد التخمة، تعني كساد الحيلة وسقوط اليد الجزائرية السياسية والاستخباراتية في التراب، في سياق حرب طويلة على المغرب استخدمت فيها كل الأسلحة الناعمة والخشنة.
وبما أن كفة المغرب راجحة هذه الأيام في سوق التداول السياسي والدبلوماسي العالمي بعد زلزال الـ 31 من أكتوبر الماضي، والذي دخل القاموس المغربي باعتباره عيدا وطنيا جديدا، سماه عاهل البلاد “عيد الوحدة” فأحسن الاختيار.
بالنظر لهذه الوضعية، عادت ماكينة الدعاية السوداء في الجزائر لتكرر استخدام الوصفة نفسها: “ضبط الكيف المغربي المعالج” متسللا من الحدود الغربية للجزائر..ثاني وثالث ورابع وعاشر مرة..إلى ما لا نهاية له من التكرر المقزز.
تمكنت المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المنظمة “SCLCO”، في عملية نوعية، من تفكيك الهيكل الإجرامي لشبكة منظمة خطيرة، تنشط في الإتجار غير المشروع بالمخدرات.
ونشرت صحف الجيران أن المصلحة المركزية لمحاربة الجريمة المنظمة عندهم قامت بعملية أسفرت عن توقيف 13 شخصا بينهم إمرأة، مع ضبط 110 كلغ و800 غرامًا من الكيف المعالج قادمة المغرب.
وكما في الديباجات المعدة سلفا للخبر نفسه فقد أشاد “المحررون” بالأجهزة الأمنية ويقظتها وعظمتها وتفوقها..وما إلى ذلك من الغزل المفروض على الصحف والمواقع والوكالات والمجلات والصفحات ذات الصلة.
غير أنه لا أحد انتبه أو أراد أن يلتفت إلى قضية الكيف المغربي المزعوم، ولا من تساءل: كيف يدخل بهذه الكميات وفي “حالة معالجة” رغم أن الجزائر أغلقت الحدود ووضعت عليها الحرس والعسس؟.
والجواب لابد أن يكون واحدا من اثنين: إما أن لا كيف أصلا دخل الجزائر أو أنه دخل لأن الأمن عندهم ليس أمنا والحدود عبارة عن ترعة يدخل منها كل شيء في أي وقت من قبل أي كان.
