في حادث جديد يعكس حجم التدهور الأمني الخطير الذي يطوق محيط مخيمات تندوف والمناطق المجاورة لها، كشف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف (فورساتين) عن تعرض عمال صينيين تابعين لشركة CRCC العملاقة لهجوم مسلح، بينما كانوا يشتغلون في مشروع السكة الحديدية التي تربط بين تندوف وغار اجبيلات، والذي يعد من بين أبرز المشاريع التي تراهن عليها الجزائر ضمن خطابها الرسمي بوصفه مشروعاً “استراتيجياً” لتنمية الجنوب.
غير أن هذا المشروع، الذي يقدم كأحد أعمدة التنمية الاقتصادية المستقبلية، بات مهددا بفعل هشاشة الوضع الأمني وغياب الحماية اللازمة للأطر الأجنبية العاملة فيه.
ووفق معطيات المنتدى، فإن الهجوم وقع بعد زوال الاثنين، عندما اعترضت عصابة مسلحة سيارة رباعية الدفع من نوع “تويوتا هيلكس” سوداء اللون، كانت تقل مجموعة من العمال الصينيين على الطريق الرابط بين مخيم الداخلة والرابوني.
وقد استولت العصابة على السيارة تحت التهديد بالسلاح، ثم شوهدت لاحقا وهي تتجه نحو مخيم السمارة، دون أن يتم اعتراضها رغم وجود حواجز أمنية وعسكرية في الطريق، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول احتمال وجود تواطؤ أو على الأقل ارتباك واضح في التنسيق الأمني.
ويعيد هذا الهجوم إلى الأذهان حوادث سابقة عرفتها المنطقة، شملت عمليات اختطاف لأجانب قرب المخيمات، تبين لاحقا ارتباط منفذيها بتنظيمات إرهابية تنشط في منطقة الساحل، مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إلى جانب شبكات إجرامية متخصصة في التهريب والاتجار غير المشروع. وقد كشفت حينها تقارير أمنية عن ضلوع عناصر من جبهة البوليساريو في التستر على تلك الأنشطة أو التورط فيها بشكل مباشر.
ويؤكد تكرار هذه الاعتداءات أن الوضع الأمني في محيط تندوف لم يعرف أي تحسن ملموس، بل يزداد هشاشة، مما يجعل المنطقة بؤرة مفتوحة أمام مختلف أشكال الجريمة المنظمة والإرهاب العابر للحدود